Tasawwuf: Kacdoonka Ruuxiga ah ee Islaamka
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Noocyada
ووادي الاستغناء هو مقام العظمة حيث يظهر جلال الحق فينمحي فيه كل شيء، وحيث يفنى السالك عن نفسه ويستغرق في الحب الإلهي، ووادي التوحيد هو مقام فناء الكثرة والتعدد، وتجلي الواحد الحق الذي لا كثرة فيه بحال، وبانمحاء الكثرة تنمحي أيضا لوازمها من الزمان والمكان والتناهي، وهنا يتجلى الحق في صورة الجمال الشامل لكل شيء، الماحق لكل شيء، وفي هذه المنزلة من منازل الطريق الصوفي يحصل الجذب، ووادي الحيرة هو مقام غلبة الشهود الإلهي في كل شيء، وهي حال لا يدركها العقل ولا تحتملها قواه، فيفقد السالك في هذا المقام نفسه كما يفقد العالم ولا يدري أهو فان أم باق، ولكنه يدري شيئا واحدا وهو أنه عاشق، وأن المعشوق معروف له وحده كما يقول الشاعر:
صح عند الناس أني عاشق
غير أن لم يعرفوا عشقي لمن
وهذه هي الحال التي سماها ديونسيوس الأريوباعي بالظلام الإلهي، وتبعه في هذه التسمية متصوفة القرون الوسطى المسيحية.
والوادي السابع هو وادي الفقر والغناء، وهو آخر الأودية، وفيه يتحد المحب والمحبوب وتنطوي الموجة في البحر المحيط. فهي حال يرجع فيها الفرع إلى أصله والجزء إلى كله، ولكنها عودة غير مسبوقة بفراق، واتصال غير مسبوق بانفصال حقيقي، والذي أوهم الانفصال هو الحجاب، بل ما لا يتناهى من الحجب. فلما زالت الحجب ظهرت الحقيقة .
ومن الصوفية من صوروا المعراج الروحي بصورة أشبه ما تكون بصورة المعراج النبوي؛ ففسروا المعراج النبوي تفسيرا صوفيا وشرحوا مغازيه الروحية، ومن هؤلاء محيي الدين بن عربي المتوفى سنة 638 الذي وصف في كتبه أكثر من معراج واحد للصوفية، وصور هذه المعارج في صور مختلفة نقتصر على ذكر أهمها:
وردت إحدى هذه الصور في كتابه «الإسرا إلى المقام الأسرى»: وهو بحث في مغزى المعراج الذي هو في نظره ترق باطني يظهر فيه ما يتجلى للسالك من أنواع الكشف، وخلاصته ما يأتي: أن الصوفية هم ورثة النبي المتبعون لشرعه وسنته، يصلون إلى الحضرة الإلهية بدوام ذكر الله والتأمل في أسرار القرآن، و«البراق» الذي يحملهم سريعا في رحلتهم إلى الله هو «المحبة الإلهية»، و«المسجد الأقصى» هو النور والحق. إذا وصلوا إلى هذا المسجد وقفوا إلى جانب حائطه كما فعل النبي، وهذا الحائط رمز لصفاء القلب لأنه لا يدخل المسجد الأقصى غير المتطهرين، وإذا هم شربوا «اللبن» (الذي هو رمز للعلم الذوقي) طرقوا أبواب السماء، وطرق أبواب السماء رمز لمجاهدة النفس، وخلف أبواب السماء يرون الجنة والنار فينظرون بعينهم اليمنى إلى نعيم أهل الجنة، وبعينهم اليسرى إلى نعيم أهل النار.
1
يصلون إلى «شجرة المنتهى» التي هي رمز للإيمان ويملئون بطونهم من ثمارها، وهكذا يصلون إلى غاية طريقهم حيث ترتفع عنهم الحجب وتنكشف لهم الأسرار.
فالمعراج الصوفي عند ابن عربي كما يشرحه في هذا الكتاب هو ترقي النفس من عالم الشهوات (المرموز إليه بالجحيم) إلى عالم الروح الخالص (المرموز إليه بالنعيم)، أو هو إحياء النفس بالإيمان الخالص والفضائل الدينية الحاصلين عن طريق المجاهدة.
Bog aan la aqoon