Tasawwuf: Kacdoonka Ruuxiga ah ee Islaamka
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Noocyada
2
إن النفس تشاهد الواحد لا باعتباره شيئا خارجا أو غريبا عنها، بل باعتباره فيها وقائما بها، فتفنى عن ذاتها باتصالها التام به، وهذه حالة فوق طور العقل والعلم.»
3
والغريب أن يتفق ابن عربي وأفلوطين في النتائج الصوفية التي وصلا إليها على الرغم من اختلافهما في فلسفتيهما، وابن عربي في نظرنا أقرب الفيلسوفين إلى المنطق: لأن النفس الجزئية الإنسانية التي تشاهد «الواحد» في ذاتها لم تكن في أية لحظة من اللحظات شيئا منفصلا عنه في مذهب ابن عربي، أما على مذهب أفلوطين فهي فيض بعيد الصلة بالواحد، ولكنها تتصل به وتتحقق بوحدتها معه في حالة الوجد الصوفي.
ثورة التصوف في مجال الحب الإلهي
ورد في القرآن وصف الله تعالى بأنه جبار، متكبر، قهار، معز، مذل، سريع الحساب، إلى غير ذلك من الصفات التي يسميها الصوفية «صفات الجلال»، وكذلك وردت آيات تصور آثار هذه الصفات في عالم الخلق فيما أنزله الله وما زال ينزله بالكفار والعاصين من ضروب المحن والانتقام، وما أعد لهم في الدار الآخرة من صنوف العذاب، كل ذلك بأسلوب قوي مؤثر يشيع الرعب في القلوب وتقشعر منه الأبدان.
ولكن في القرآن طائفة أخرى من الآيات يصف الله فيها نفسه بصفات الجمال من رحمة بعباده، ومحبة لهم وشفقة عليهم وغفران لذنوبهم، ويذكر ما أعده للمؤمنين الأبرار في الدار الآخرة من ضروب النعيم.
وقد كان لكل من هاتين الطائفتين من الآيات أثره الظاهر في مراحل تطور التصوف الإسلامي المختلفة، ففي مرحلة الزهد المحض حيث كان التصوف بسيطا ساذجا، وإيمان المسلمين غضا قويا، استجاب الزهاد للطائفة الأولى من الآيات القرآنية أكثر من استجابتهم للثانية، فبالغوا في تصوير المعاصي أيا كان نوعها، واستولى على قلوبهم الرعب والخوف من الله وعذابه، بل كان الخوف هو الباعث الأكبر في كل ما أتوا به من طاعة وعبادة.
وفي المراحل التالية ابتداء من القرن الثالث أو قبل ذلك بقليل، استجاب أتقياء المسلمين للطائفة الثانية من الآيات، وحل في قلوبهم حب الله محل الخوف منه، وأصبح ذلك الحب الباعث الأول في كل ما أتوا به من أعمال الطاعة والعبادة.
وبذلك ظهر في التصوف الإسلامي منذ عصر مبكر نزعتان: تتمثل النزعة الأولى في المسلم الزاهد الذي نظر إلى الله نظرته إلى قوة هائلة قاهرة قادرة على كل شيء، مهيمنة على كل شيء، مريدة لكل شيء، لا تجري في الكون حركة ولا سكنة إلا بأمر الله وطوع إرادته: يبطش بمن يشاء، ويعذب من يشاء، ويغفر لمن يشاء.
Bog aan la aqoon