Tasawwuf: Kacdoonka Ruuxiga ah ee Islaamka
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Noocyada
ولكن الفناء الذي اعتبره أبو يزيد الغاية القصوى من الحياة الصوفية قد فسر تفسيرات أخرى ولعب دورا هاما في تشكيل العقائد الصوفية في الأدوار التي مر بها التصوف من بعده؛ ولذا يجدر بنا أن نستوفي القول فيه.
لا تشير كلمة «الفناء» إلى ناحية واحدة من التجربة الصوفية هي الناحية السلبية، ولكن لها ناحية إيجابية هي التي عبر عنها الصوفية بكلمة «البقاء»؛ لأن الفناء عن شيء يقتضي البقاء بشيء آخر.
فالفناء عن المعاصي يقتضي البقاء بالطاعات، والفناء عن الصفات البشرية يقتضي البقاء بصفات الإلهية، والفناء عما سوى الله يقتضي البقاء بالله، وهكذا. فاللفظان متضايفان متكاملان لا يفهم أحدهما إلا بالإضافة إلى الآخر، ولا تفهم الحالة الصوفية إلا بهما معا.
وقد عرف الصوفية «الفناء» تعريفات مختلفة يشير كل منها إلى ما يعتبره الصوفية صفة أساسية في الفناء، وتختلف التعريفات التي وضعت حتى منتصف القرن الخامس الهجري في جوهرها عما يقصده الصوفية من أصحاب وحدة الوجود بهذا اللفظ ابتداء من محيي الدين بن عربي ومدرسته.
ولنعرض الآن لتعريفات الفناء التي وردت في مؤلفين قديمين هامين يمثلان الاتجاه الأول، وهما: كتاب اللمع لأبي نصر السراج، والرسالة لأبي القاسم القشيري، موردين عليها الملاحظات الآتية:
أولا:
تشير هذه التعريفات في جملتها إلى الناحيتين الأخلاقية والسيكولوجية في «التجربة الصوفية»، ولا تتضمن معنى فلسفيا يمكن مراعاته في نظرية عامة في طبيعة الوجود. بعبارة أخرى هي تعريفات تشرح ما يحس به الصوفي من نفسه في حال فنائه ووجده. أو هي، كما يقول أصحاب الاصطلاح الحديث، تعريفات ذاتية
Subjective
لا موضوعية
Objective . فالصوفية إلى ذلك العهد قد أسلموا زمام أمرهم إلى الله وقاموا في مقام التوكل، فلم يروا في الوجود إلا إرادة مطلقة تسير كل شيء وقدرة مطلقة تدبر وتقدر كل شيء، فتجردوا تجردا تاما عن إرادتهم وقدرتهم. «فالحقيقة» عندهم إرادة مطلقة ليست الإرادة الإنسانية سوى خادم لها ومنفذ لأمرها .
Bog aan la aqoon