والإسلام لغة الانقياد وشرعا في الظاهر انقياد خاص وأعمال | ظاهرة ونافعا في الآخرة المشتمل على التصديق وكاملا المعتمد على | ذلك مع فعل الخيرات وترك المنكرات واللغو . فكان الإيمان والإسلام | باعتبار الكمال أو النفع مستويين في إطلاق أحدهما مكان الآخر وعلى | ذلك تحمل الآيات والأحاديث التي تدل على استوائهما وعلى الكامل | يحمل حديث شعب الإيمان وإدخال أمور صرح بأنها من الإسلام في | عد شعب الإيمان وعلى ذلك بنينا أمر هذا الترجمان ، ويطلق المؤمن | على المسلم من جهة أن التصديق شرط صحة الإيمان و على | معناهما الشرعي حيث لم يوجد الحمل ما جاء بما يقتضي تغايرهما | | صفحة فارغة . | | نحو قوله تعالى : ^ ( قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) ^ ، | وحديث سعد في الذي ترك النبي [ & ] إعطاءه فقال له سعد : يا رسول الله ، | ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال النبي [ & ] : ' أو مسلما ' ، | وهذا حديث صحيح ، والآية والحديث حجة لنا على المعتزلة حيث ذهبوا | | إلى أن الإيمان في الشرع فعل الواجبات ، وعلى الكرامية وبعض | المرجئة الذاهبين إلى أن الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب ومما | | يرد مذهبهم الفاسد إجماع الأمة على إكفار المنافقين وإن كانوا قد أظهروا | الشهادتين قال الله تعالى : ^ ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على | قبره إنهم كفروا بالله ورسوله ) ^ إلى قوله تعالى : ^ ( وتزهق أنفسهم وهم | كافرون ) ^ . وأما ما حكي عن الزهري - رحمه الله تعالى - من أن | | الإسلام الكلمة والإيمان العمل ، فهو غير موافق لقول المعتزلة لأن | المراد إن كان عمل القلب وهو التصديق الذي يطلق عليه الإيمان شرعا ، | فهذا ليس هو قول المعتزلة بل هو قول أهل السنة ، وإن كان المراد عمل | القلب وعمل الجوارح فهو الإيمان الكامل فيكون كلامه محمولا عليه | وكذلك يحمل على الإيمان الكامل قوله تعالى : ' إنما المؤمنون الذين إذا | | ذكر الله وجلت قلوبهم ) ^ الآية . وقوله النبي [ & ] : ' لا يزني الزاني حين | يزني وهو مؤمن ' الحديث . وكذلك ما جاء نحو ذلك فإنه محمول على | الكامل ، وعلى ذلك يحمل قول الإمام الشافعي رضي الله عنه : | الإيمان قول وعمل ونية ، بهذا الاعتبار كان حديث : ' إنما الأعمال | | بالنيات ' . يدخل فيه ثلث فتنبه . الإيمان المتعدي بالباء نحو | قوله : الإيمان بكذا وفعله آمنت بكذا خلاف لبعضهم ، ووجه التغاير | أن المعتدي بالباء معناه التصديق بوجود ذلك الشيء وإثباته ، والمتعدي | باللام معناه الاتباع والطواعية ، فالإيمان بهذا الاعتبار مساويا | | للإسلام ، وكذلك تقول : أسلمت له ولا تقول : أسلمت به ، قال | تعالى حكاية عن إبراهيم : ^ ( قال أسلمت لرب العالمين ) ^ ، فشعب | الإيمان بهذا الاعتبار تعم المتعدي بالباء والمتعدي باللام إذا تقرر ذلك | فنبين حديث الشعب من الصحيحين ثم نبين تنزيل الشعب على حديث | جبريل عليه السلام ، فأما حديث الشعب فرويناه من طريق البخاري | بالسند المتقدم إليه ، قال في باب أمور الإيمان ، وقول الله عز وجل : | ^ ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر ) ^ إلى قوله : | ^ ( وأولئك هم المتقون ) ^ وقوله تعالى : ^ ( قد أفلح المؤمنون ) ^ الآية .
Bogga 127