النصيحة في المعاملات من بيع وسلم ورهن وقرض وشركة وإجارة ومساقاة | ووصية وهبة ونحوها . | | 20 - البر والصلة : ويتفرع من ذلك الجود والسخاء وأعلاه بر | الوالدين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وصلة الرحم وإكرام الضيف والجار والإحسان إليهما ورحمة الصغير | وتوقير الكبير وإقراء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من | المسلمين . | | 21 - والإحسان إلى الأهل والبنات والأولاد والسادة والمماليك | ويتفرع منه فك الرقاب ، وأنواع القربات ومنها عيادة المريض ، وتشميت | العاطس إذا حمد الله ، وإتيان المال على حبه ذوي القربى واليتامى | | والمساكين والسائلين وفي الرقاب ، وينجر إلى إعانة المكاتب وإيقاع | الكتابة ، والتدبير ، ونحوهما ومن أعاليه حسن الخلق ، | | وكظم الغيظ ، ولين الجانب ، والتواضع ، | | وترك الغضب . | 22 - وترك المراء . | 23 - وإماطة الأذى عن الطريق هذه ثلاث وعشرون فإذا أضفتها | | إلى ما سبق من ثلاث وعشرين في الثلث الأول وثلاث وعشرين في الثاني | فهي تسع وستون واعلم أن أدناها إماطة الأذى عن الطريق وإذا اختصرت | إلى إحدى وعشرين وأضفت ذلك إلى ما اختصرته في الثلثين السابقين | وجعلت الإخلاص والنية شعبة واحدة غير مختصة بثلث من الأثلاث كانت | الجملة أربعا وستين لك أن تحمل أربعا وستين بابا على ذلك وإذا زدت مما | سبق إلى خمس وعشرين . أو إلى ست وعشرين أو ثمانيا وسبعين ثم تضيف | إلى الثمان الإخلاص الشامل للكل لقوله تعالى : ^ ( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله | مخلصين له الدين ) ^ فيكون الجملة تسعا وسبعين وإذا عددتها سبعا وسبعين | جعلت من كل ثلث خمسا وعشرين ثم تضيف النية والإخلاص شعبتين | فتكون الجملة حينئذ سبعا وسبعين ، ولسنا نعتقد أن أعيان ما ذكرناه هو | المراد بالأحاديث لكن ذكرنا هذه الجملة التي يمكن حمل الروايات عليها | على أن ذلك ممكن لا أنه عين المراد واخترنا تسعا وستين لأن الوتر في | | ذلك حسن محبوب وقد صح في أسماء الله تعالى أنها تسعة وتسعون | اسما فتناسبا بالوتر به وبتسع وستين وهي أقل في الأعراض وأحسن من | ذلك الجري على أربع وستين وقد جرى عليه القصري ممسكا برواية | أربعة وستين بابا وستأتي الرواية وعدها الحليمي سبعا وسبعين لكن ذكر | | أشياء للبحث فيها فيه مجال مع أن البضع والستين أو السبعين محتمل لكل | من احتمالات البضع ويمكن العد مما سبق على كل من الاحتمالات | على . . . . ولم نجد أحدا عدها تسعا وسبعين إلا ما حكي عن ابن | حبان وإن كان ممكنا . والآن فلنذكر حديث جبريل بالسند ليظهر لمقصدنا | صحيح المستند ثم نسنده من طريقين كل واحد من أحد الصحيحين ، | وقصدنا في ذلك الاختصار فإنه أنفع للحفظ والاعتبار وقدمنا للطريقة التي | فيها البداءة بالإيمان فتلك لها شواهد من القرآن ، والكل متوافق وإنما | | القصد البداءة بالسوابق فنقول : أخبرنا الشيخ نجم الدين البغدادي قال : | أخبرني الأزدي قال : أخبرنا الجراحي قال : أخبرنا المحبوبي قال : أخبرنا | الترمذي قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال : أخبرنا وكيع | عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : أول | من تكلم في القدر معبد الجهني . قال : خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن | الحميري حتى أتينا المدينة فقلنا : لو لقينا رجلا من أصحاب النبي [ & ] | فسألناه عن ما احدث هؤلاء القوم فلقيناه - يعني عبد الله بن عمر - وهو | خارج من المسجد قال : فاكنتفته أنا وصاحبي فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إن | قوما يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف . | قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء والذي | يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى | يؤمن بالقدر خيره وشره . قال : ثم أنشأ يحدث فقال : قال عمر بن الخطاب | كنا عند رسول الله [ & ] فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا | يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي [ & ] فألزق ركبتيه | بركبتيه ثم قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه | ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ' . قال : فما الإسلام ' قال : ' أن | تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة | وحج البيت وصوم رمضان ' . قال : فما الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك | تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . قال في كل ذلك : صدقت قال : فعجبنا | منه يسأله ويصدقه . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' قال : فما أماراتها ؟ قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن نرى الحفاة العراة | العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان ' . قال عمر : فلقيني رسول الله [ & ] | بعد ذلك بثلاث ، فقال : ' يا عمر ، هل تدري من السائل ؟ ذلك جبريل أتاكم | يعلمكم معالم دينكم ' . قال الترمذي : حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا | ابن المبارك أخبر كهمس بن الحسن بهذا الإسناد نحوه بمعناه وفي الباب عن | طلحة عن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وهذا حديث صحيح حسن قد | روي من غير وجه نحو هذا وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن | | النبي [ & ] والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي [ & ] ، ذكر ذلك | كله الترمذي في باب ما وصف جبريل للنبي [ & ] الإيمان والإسلام وذلك | في أبواب الإيمان وإنما سقنا طريقة الترمذي من أجل أنها من رواية أمير | المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفيها تقديم الإيمان . وقد | أخرج الحديث مسلم في صحيحه لكن بتقديم الإسلام ، وقد أخرج | البخاري ومسلم حديث جبريل من طريق أبي هريرة لكن في ذكر | الإسلام : ' أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به شيئا ' ، ولم يذكر فيه الحج | ولا في الإيمان بالكتب وجمع بين اللقاء والبعث أخرجه البخاري في أول | موضع من كتابه في ترجمة سؤال جبريل النبي [ & ] عن الإيمان والإسلام | والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي [ & ] له ثم قال : ' جاء جبريل يعلمكم | دينكم ' فجعل ذلك كله دينا ، وحينئذ فلنذكر الحديث بسندنا من طريق | البخاري : أخبرنا الشيخ المسند أبو علي عبد الرحيم المعروف بابن شاهد | الجيش قال : أخبرنا المشائخ الثلاثة ابن عرفة وابن رشيق وأبو العباس | أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي قالوا : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو | عبد الله الأرياحي قال البوصيري : أخبرنا محمد بن بركات بن هلال النحوي | قال الأرياحي : أخبرنا أبو الحسن الفراء الموصلي قالا : أخبرتنا كريمة المروزية قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن ذراع الكشميهنى | قال : أخبرنا الفربري ، قال : أخبرنا البخاري قال : حدثنا مسدد . | قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم . قال : أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي | زرعة عن أبي هريرة قال : كان النبي [ & ] بارزا يوما للناس فأتاه رحل . | فقال : ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن | بالبعث ' قال : ما الإسلام ؟ قال : ' الإسلام أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به | | شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ' . قال ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ' قال : متى | الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها : | إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاولت رعاء الإبل البهم في البنيان في خمس لا | يعلمهن إلا الله ' ثم تلى النبي [ & ] ' ^ ( إن الله عنده علم الساعة ) ^ الآية . ثم | أدبر الرجل . فقال : ' ردوه ' ، فلم يروا شيئا ، فقال : ' هذا جبريل جاء يعلم | الناس دينهم ' فقال أبو عبد الله البخاري جعل ذلك كله من الإيمان . أخرجه | مسلم بمعناه ، وفيه : ' وتؤمن بالبعث الآخر ' . وفي رواية لمسلم : ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تخشى الله كأنك تراه ' فيها ذكر التصديق في الأجوبة | الثلاثة ، وأخبرنا الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة شمس الدين محمد | الشهير بابن القماح . قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي | قال : أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي قال : أخبرنا أبو أحمد الجلودي | قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن شعبان . قال : أخبرنا الإمام | أبو الحسين مسلم بن الحجاج قال : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قال : | أخبرنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال | مسلم : أخبرنا عبد الله بن معاذ العنبري . وهذا حديثه قال : أخبرنا أبي قال : | أخبرنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من تكلم | في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري | حاجين أو معتمرين فقلنا : لو بقينا أحدا من أصحاب رسول الله [ & ] فسألناه | عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله | عنه داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله | فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي . فقلت : أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر | قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكرت شأنهم وأنهم يزعمون أن لا | | قدر وأن الأمر أنف فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم | براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا | فأنفقها ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال : حدثني أبي عمر بن | الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله [ & ] إذ طلع علينا | رجل شديد البياض شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا | أحد حتى جلس فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال | يا محمد ، أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله [ & ] : ' الإسلام أن تشهد أن | لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم | رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ' . قال : صدقت . قال : فعجبنا | له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته | وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ' . قال : صدقت . قال : | فأخبرني عن الإحسان . قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه | يراك ' . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' . قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن ترى | الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون البنيان ' ، ثم انطلق فلبث مليا ، | قال : ' يا عمر . أتدري من السائل ؟ ' قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ' فإنه | جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ' إذا علمت ذلك فأقول وما توفيقي إلا بالله وهو | الذي يهدي . . . . إن حديث جبريل وإن كان فيه الإيمان والإسلام والإحسان | إلا أن ذلك كله يشمله الدين ، ولذلك قال [ & ] في آخره : ' هذا جبريل جاء | يعلم الناس دينهم ' . ورواية مسلم : ' يعلمكم دينكم ' في حديث عمر وفي | رواية الترمذي : يعلمكم معالم دينكم ' .
Bogga 116