61

Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah

ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة

Daabacaha

دار ابن حزم

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

بنت أبي جهل (١)، «وقصة أبي العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع»(٢) في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله ﷺ ولا يبغضك إلاّ


= وإن قيل إنّ علياً تاب من تلك الخطبة ورجع عنها. قيل: فهذا يقتضي أنه غير معصوم، وإذا جاز أن من راب فاطمة وآذاها، يذهب ذلك بتوبته، جاز أن يذهب بغير ذلك من الحسنات الماحية، فإن ما هو أعظم من هذا الذنب تذهب الحسنات الماحية والمصائب المكفِّرة.

وذلك أنّ هذا الذنب ليس من الكفر الذي لا يغفره الله إلاّ بالتوبة، ولو كان كذلك لكان علي - والعياذ بالله - قد ارتدّ عن دين الإسلام في حياة النبي ﷺ ومعلوم قطعاً أنّ الله تعالى نزّه علياً عن ذلك.

والخوارج الذين قالوا: إنّه ارتدّ بعد موت النبي ﷺ لم يقولوا: إنه ارتدّ في حياته ومن ارتدّ فلا بدّ أن يعود إلى الإسلام أو يقتله النبي ﷺ وهذا لم يقع، وإن كان هذا الذنب هو مما دون الشرك فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾.

وإن قالوا بجهلهم: إنّ هذا الذنب كفر ليكفّروا بذلك أبا بكر لزمهم تكفير علي واللازم باطل فالملزوم مثله، وهم دائماً يعيبون أبا بكر وعمر وعثمان بل ويكفّرونهم بأمور قد صدر من علي ما هو مثلها أو أبعد عن العذر منها، فإن كان مأجوراً أو معذوراً فهم أولى بالأجر والعذر، وإن قيل باستلزام الأمر الأخف فسقاً أو كفراً، كان استلزام الأغلظ لذلك أولى)) منهاج السنة النبوية (٢٥٤/٤).

وقال أيضاً رحمه الله: ((من تدبر حال أبي بكر رعايته لأمر النبي ﷺ وأنّه إنّما قصد طاعة الرسول ﷺ لا أمراً آخر، يحكم أن حاله أكمل وأفضل وأعلى من حال علي رضي الله عنهما، وكلاهما سيّد كبير من أكابر أولياء الله المتقين، وحزب الله المفلحين، وعباد الله الصالحين، ومن السّابقين الأوّلين، ومن أكابر المقربين الذين يشربون بالتسنيم)) منهاج السنة النبوية (٢٥٤/٤).

(١) في الأصل كلمة غير مفهومة وفي الدرر الكامنة «ومات ما نسبها من الثناء على ... ».

(٢) وهذه الشبهة كذلك كسابقتها فإنه يفهم من ظاهرها أنّ شيخ الإسلام طعن في الصحابة أو غير ذلك، وهذا كذب بين فإنّ شيخ الإسلام دافع عن الصّحابة في هذه المسألة وأقواله ولله الحمد تشهد بذلك.

فالرافضة كما هو معلوم يبغضون بني أمية ويكرهونهم فردّ عليهم شيخ الإسلام بأن النبي ﷺ قد صاهر رجالاً من بني أمية، واستعمل منهم رجالاً على البلدان التي فتحها وكان يحبّهم. فهم قد خالفوا الرسول ﷺ وخرجوا عن نهجه ..

قال رحمه الله في الرد على الرافضة في منهاج السّنة النبوية (١٤٦/٤): ((ومن =

61