56

Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah

ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة

Daabacaha

دار ابن حزم

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

................................


= لهذين الرجلين: إمّا عمر بن الخطاب وإمّا أبا عبيدة. قال عمر: فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم، أحبُّ إليّ من أن أتأمرَّ على قوم فيهم أبو بكر. وهذا اللفظ في الصحيحين ....

الوجه الثالث: أن يقال: فهب أنّه طلبها وبايعه أكثر الناس، فقولكم إنّ ذلك طلب للدنيا كذب ظاهر، فإن أبا بكر رضي الله عنه لم يعطهم دنيا وكان قد أنفق ماله في حياة النبي ﷺ، ولما رغب النبي ﷺ في الصدقة جاء بماله كله، فقال له: ما تركت لأهلك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله. والذين بايعوه هم أزهد الناس في الدنيا، وهم الذين أثنى عليهم، وقد علم الخاص والعام زهد عمر وأبي عبيدة وأمثالهما، وإنفاق الأنصار أموالهم: كأسيد بن حضير وأبي طلحة وأبي أيوب وأمثالهم ...

... فأي رياسة وأي مال كان لجمهور المسلمين بمبايعة أبي بكر؟ لا سيما وهو يسوّي بين السابقين وبين آحاد المسلمين في العطاء، ويقول: إنّما أسلموا لله وأجورهم على الله، وإنّما هذا المتاع بلاغ. وقال لعمر لما أشار عليه بالتفضيل في العطاء: أفأشتري منهم إيمانهم؟ ...

الوجه الرابع: أن يقال: أهل السّنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى فإنّ المسلمين يؤمنون بأن المسيح عبدالله ورسوله، ولا يغلون فيه غلو النصارى ولا يجفون جفاء اليهود. والنصارى تدّعي فيه الإلهية وتريد أن تفضله على محمد وإبراهيم وموسى، بل تفضل الحواريين على هؤلاء الرسل، كما تريد الروافض أن تفضل من قاتل مع علي كمحمد ابن أبي بكر والأشتر النخعي على أبي بكر وعمر وعثمان وجمهور الصّحابة من المهاجرين والأنصار، فالمسلم إذا ناظر النصراني لا يمكنه أن يقول في عيسى إلّ الحق، لكن إذا أردت أن تعرف جهل النصراني وأنّه لا حجة له، فقدِر المناظرة بينه وبين اليهودي، فإن النصراني لا يمكنه أن يجيب عن شبهة اليهودي إلا بما يجيب به المسلم، فإن لم يدخل في دين الإسلام وإلاّ كان منقطعاً مع اليهودي، فإنّه إذا أَمِر بالإيمان بمحمد ﷺ، فإن قدحَ في نبوته بشيء من الأشياء، لم يمكنه أن يقول شيئاً إلاّ قال له اليهودي في المسيح ما هو أعظم من ذلك ...

.... ولهذا كان مناظرة كثيرة من المسلمين للنصارى من هذا الباب. كالحكاية المعروفة عن القاضي أبي بكر بن الطيب لما أرسله المسلمون إلى ملك النصارى بالقسطنطينة فإنهم عظموه وعرف النصارى قدره، فخافوا أن لا يسجد للملك إذا دخل فأدخلوه من باب صغير ليدخل منحنياً، ففطن لمكرهم فدخل مستدبراً متلقياً لهم بعجزه، ففعل نقيض ما قصدوه، ولما جلس وكلموه أراد بعضهم القدح في=

56