39

Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah

ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة

Daabacaha

دار ابن حزم

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

جم وأورد لنفسه فيه مرئية(١) .

قال الذهبي ما ملخصه: كان يقضي منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف واستدل ورجّح وكان يحق له الاجتهاد لاجتماع شروطه/ [400/ب] فيه، قال: (٢) وما رأيت أسرع منه انتزاعاً للآيات الدّالة على المسألة التي يوردها ولا أشد استحضاراً للمتون وعزوها منه كأن السّنة نصب عينيه وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة وعين مفتوحة، وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسّع فيه، وأمّا أصول الدّيانة ومعرفة أقوال المخالفين فكان لا يشق غباره فيه، هذا مع ما كان عليه من الكرم (٣) والشجاعة (٤) والفراغ

= انظر ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد (١٦١/٦).

  1. زاد في الدّرر ((على قافية الضّاد)).

  2. في الدرر الكامنة بدون ((قال)).

  3. كان رحمه الله مجبولاً على الكرم ولا يتطبعه ولا يتصنعه، بل هو له سجية وكان لا يرد من يسأله شيئاً يقدر عليه من دراهم ودنانير وثياب وكتب، بل كان إن لم يقدر يعمد إلى شيء من لباسه فيدفعه إلى السّائل، وذلك مشهور عند الناس.

وقال الحافظ ابن فضل الله العمري: كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، فيهب ذلك بأجمعه ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه لا يأخذ منه شيئاً إلاّ ليهبه، ولا يحفظه إلا ليذهبه.

وقال في موضع آخر: كان يجيئه من المال في كل سنة ما لا يكاد يحصى، فينفقه جميعه آلافاً ومتين، لا يلتمس منه درهماً، ولا ينفقه في حاجته.

قال: حكى من يوثق به كنْتُ يوماً جالساً بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه فجاء إنسان فسلم عليه، فرآه الشيخ محتاجاً إلى ما يعتم به، فنزع الشيخ عمامته من غير أن يسأله الرجل فقطعها نصفين، واعتمّ بنصفها ودفع النصف الآخر لذلك الرجل ولم يحتشم من الحاضرين. الكواكب الدرية (٨٦).

  1. قال الإمام مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي: قال الحافظ سراج الدين أبو حفص في مناقبه: ((من أشجع الناس وأقواهم قلباً، ما رأيت أحداً أثبت جأشاً منه، ولا أعظم في جهاد العدوّ منه.

كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده، ولا يخاف في الله لومة لائم وأخبر غير واحد أنّ الشيخ كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيَتهم، وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعاً أو جبناً شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة، وبيّن له فضل الجهاد والمجاهدين، وكان إذا ركب=

39