30

Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah

ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة

Daabacaha

دار ابن حزم

Sanadka Daabacaadda

1419 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

................................


= وأقسم على الشيخ تقي الدين ليخرجنّ إليه، فلمّا خرج أقسم عليه ليأتينّ معه إلى دار سلار، فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلار وجرت بينهم بحوث كثيرة ثمّ فرقت بينهم الصّلاة. ثم اجتمعوا إلى المغرب وبات الشيخ تقي الدين عند سلار ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم السلطان جميع النّهار ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدّين ابن رافع، وعلاء الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء، وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوٍ عليه من العلوم والأدلة، وأن أحد من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السّلطنة وجاء الأمير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه. وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه. البداية والنهاية (٤٧/١٤).

فأنت ترى أخي الكريم أن شيخ الإسلام خرج من السجن يوم الجمعة ٢٣ من ربيع الأوّل، وذهب إلى دار سلار واجتمع به الفقهاء في ذلك اليوم إلى صلاة المغرب ولم ينفصل الأمر كما قال الحافظ ابن عبدالهادي في العقود الدرية (٢٦٨ و ٢٦٩)، ثم أعادوا الاجتماع يوم الأحد (٢٥/ ربيع الأول) بمرسوم السلطان وهذا دليل على أنه لم يكن هناك اجتماع يوم السّبت ٢٤/ ربيع الأوّل وابن حجر يقول: ((وذلك لأربع وعشرين ليلة خلت من ربيع الأول من سنة سبع وسبعمائة)).

ثانياً: إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معروف بشجاعته وثباته على الحق فحتى لو وضع السّيف على رقبته على أن يتخلّى عن عقيدته فلن يفعل وما كان سبب سجنه مراراً إلاّ لإصراره على ثباته على عقيدته.

ثالثاً: إنّ أقرب النّاس لشيخ الإسلام هم تلامذته ولم يذكر ولا واحد منهم أنّه تراجع عن عقيدته.

رابعاً: إن كلام ابن تيمية رحمه الله في ردّه على الأشاعرة يشهد بأنّه ثابت على عقيدته مخالف لهم.

خامساً: لم ينقل ولا أحد من الفقهاء الذين حضروا الاجتماع يوم ٢٥ ربيع الأول أنّ شيخ الإسلام تراجع عن عقيدته.

سادساً: عدم حضور القضاة للاجتماع دليل على أنّهم كانوا عاجزين عن مجابهة البحر، فكيف يستطيع من دونهم من الفقهاء أن يؤثروا في عقيدة شيخ الإسلام.

سابعاً: لقد سبق وأن حاول القضاة الثلاثة والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي أن يشترطوا على شيخ الإسلام أن يتراجع عن عقيدته ويُفْرَج عنه، وأرسلوا إليه ست مرات ولم يجبهم وكان هذا ليلة عيد الفطر من سنة (٧٠٦). البداية والنهاية لابن کثیر (٤٤/١٤).

30