Tarjama Fi Calam Carabi
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
Noocyada
نصرخ لأن الكتاب المترجم ستزداد كلفته حين ندفع حقوق الملكية، ولا نسأل لماذا لا يصادف الكتاب المترجم إلى العربية رواجا محليا يعوض كلفته؛ والسبب شيوع الثقافة الشفاهية وغلبة الأمية الأبجدية التي تتجاوز ستين بالمائة، فضلا عن مرض العزوف عن القراءة العلمية، وسيادة الأمية الثقافية التي تتجاوز تسعين بالمائة، ثم الانصراف الاجتماعي شبه الكامل عن الاهتمام بالعلم معرفة وتعليما وبحثا ومنهج تفكير، بل وإهمال مؤسساته اجتماعيا، وهو الفريضة الغائبة عن وعينا. هذا بينما إذا عولجت أمراض الأمية الأبجدية والثقافية وأمراض الانصراف عن العلم سوف يروج الكتاب، ويحقق أرباحا تفي بالحقوق القانونية للمؤلف والمترجم والناشر.
نجأر بالشكوى؛ لأن الجات ستقف عائقا يحول دون فيض الأعمال المترجمة، وأنها سوف تحد من نشاطنا. ونسأل عن حجم الترجمة في بلادنا كنشاط اجتماعي، وإلى أي حد كانت الترجمة نشاطا اجتماعيا هادفا ومتداخلا في نسيج ثقافتنا، ودعامة لحركتنا النهضوية؛ تلبية لطلب اجتماعي ظامئ ومتنام؟ مقارنة بسيطة تكشف أن هناك من هو أحق بالصراخ والشكوى، ولكنه آثر الفعل النشط ونجح في المواجهة، وأضحت الشكوى غير ذات موضوع. نظرة إلى نشاط الترجمة في عدد من البلدان المصنفة بين البلدان النامية، وليست ضمن بلدان العالم الأول، ومقارنة إنتاجها بإنتاجنا العربي؛ تشكل إجابة واضحة أو فاضحة:
متوسط إجمالي الترجمة في جميع البلدان العربية (250 مليون نسمة): 450 عنوانا؛ أي حوالي كتابين لكل مليون.
متوسط إجمالي الترجمة في إسبانيا (39 مليون نسمة): 9500 عنوان؛ أي حوالي 240 عنوانا لكل مليون.
متوسط إجمالي الترجمة في المجر (10,5 مليون نسمة): 1200 عنوان؛ أي حوالي 100 عنوان لكل مليون.
إذن القضية أولا هي نحن من حيث الإنتاج والنهم المعرفي، وكذلك توجهنا المعرفي؛ أعني ما الذي نعكف على قراءته؟ وما نوع الكتب التي لها رواج واسع في حياتنا؟
في عصر العولمة إنتاج المعلومات ونقلها سلعة عالمية السوق. يجري تبادل ملفات المعلومات داخل شبكات عالمية (الإنترنت)، بضاعة حاضرة بلغة السوق الذي تحتل فيه إسرائيل للأسف المرتبة الثانية في هذه التجارة المربحة بعد الولايات المتحدة الأمريكية. والهيمنة في عصر العولمة للأقدر والأسرع والأكثف في مجال إنتاج ونقل وتوزيع واستيعاب وتوظيف المعلومات.
أما نحن فواقعنا يشهد أننا نشبه تاجر العاديات الذي يعرض سلعا ذات قيمة جمالية أو تاريخية تملأ العين، وتشبع الوجدان إلى حين، ولكن يكفي التطلع إليها وتأملها أو اقتناء بعض منها دون أن تصنع حياة لعصر جديد.
لهذا بات لزاما لزوم الحياة والحفاظ على الوجود مواجهة النفس من أجل مواجهة الجات وجميع آليات دول المركز التي تدعم لها أسباب الهيمنة، حتى بات واجبا الانتصار على عوامل التواكل والكسل والركون إلى الاستهلاك السلبي، واقتحام مجال الإنتاج الإبداعي، والإسهام في المنتج الحضاري؛ أن نهيئ أنفسنا لاقتحام سوق سلع المعلومات، ونعرض المطلوب للسوق طبقا لمستوى العصر؛ أن نكون عنصرا ضروريا في حياة العصر لا عيالا عليها.
ما نصيبنا من إنتاج المعلومات لعرضها في السوق العالمية المطالبة بحقنا فيها؟
Bog aan la aqoon