Wadada Ikhwaan al-Safaa
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Noocyada
معرفة النفس. (4)
ارتقاء النفس ونجاتها. (5)
الآخرة والنشأة الثانية. (6)
إسلام إخوان الصفاء. (7)
طريق النجاة المشترك والمسائل التنظيمية.
كانت القراءة الرابعة للمتعة الشخصية، ومن أجل حل بعض المشكلات التي بقيت عالقة بسبب غموض الإخوان في معالجتها، ولجوئهم إلى التكتم، واستخدام التعابير التي تفهم على أكثر من وجه. من هذه المشكلات قصة آدم وحواء ومدلولاتها وتأويلاتها، وقصة إبليس وعصيانه ورهطه من الشياطين الملاعين، وغيرها مما استطعت التوصل إلى تفسير مرض بشأنها. إلا أن ما لم أستطع البت فيه هو مشكلة التقمص؛ فهل كان الإخوان من أتباع هذه العقيدة؟ إن ظاهر القول عند الإخوان يدل على أنهم ليسوا من أهل التقمص، وهم يضعون أصحاب هذه العقيدة بين الفرق التي يختلفون معها فكريا؛ ولكن باطن القول عندهم يدل على اعتناقهم لعقيدة خاصة بهم في التقمص لم يفصحوا عنها تماما، ولم يقدموا لنا المفاتيح التي تعيننا على الولوج إليها.
إن أي محور من هذه المحاور التي عددتها أعلاه، والتي تشكل فصول الكتاب، لم ينجز اعتمادا على تلخيص قمت به لقسم من أقسام الرسائل الرئيسية الأربعة، أو لعدد من الرسائل المتتابعة التي تشكل فيما بينها وحدة متكاملة، فمثل هذا الانتظام غير موجود في الرسائل. بل لقد قمت بجمع ما بعثره الإخوان عبر رسائلهم من أفكار تتعلق بكل محور، ونسقت فيما بينها في نص مطرد، دون أن أعمد إلى إعادة صياغة ما قاله فيها الإخوان، وإنما قدمتها بنصها الذي وردت فيه. فقد يجد القارئ مقطعا من الرسالة الخمسين، يتلوه مقطع من الرسالة الأولى، فمقطع من الرسالة الثانية والعشرين؛ وهكذا دون أن يشعر بأن عشرات أو مئات الصفحات تفصل بين هذه المقاطع في النص الأصلي. ولم أكن أتدخل إلا في الحدود الدنيا، كلما شعرت أن القارئ يحتاج إلى بعض الربط والمساعدة. لقد كان جهدي منصبا على تتبع المذهب أكثر منه على تتبع المعلومات، وعلى رصد الأفكار وكيفية تطويرها أكثر منه على إبراز الذخائر المعرفية للإخوان. أي إنني لم أكن معنيا بكل ما قالوه، وإنما بالغايات الكامنة وراء كل ما قالوه.
لقد أردت أن أخرج رسائل إخوان الصفاء من حلقات الدراسة الأكاديمية، الفلسفية منها خاصة، لأضعها بين أيدي أوسع شريحة ممكنة من القراء، ليطلعوا عليها عن طريق نصوصها ولغتها الأصلية، وبصدق وحرارة أسلوبها، وأقدم لمن تاقت نفسه لقراءتها ولم يجد سبيلا إلى الولوج إليها، مزدلفا سهلا من خلال زبدتها التي استخلصتها في هذا الكتاب، الذي أردت له أن يتخذ شكل «رسالة جامعة عصرية» لرسائل إخوان الصفاء، التي نحتاج اليوم إلى قراءتها أكثر من أي وقت مضى، في زمن تسود فيه الطائفية والمذهبية والتعصب، ويختصر الدين إلى جملة من الشعائر الشكلية المنقطعة عن أصولها الروحانية.
أخيرا أود أن أتقدم بملاحظة ضرورية لمن يريد الرجوع من الباحثين إلى أصل المقتبسات التي أوردتها، وهي أنني اعتمدت طبعة دار صادر، بيروت. وذيلت كل مقتبس بثلاثة أرقام؛ الأول: يشير إلى رقم الرسالة، والثاني: إلى رقم الجزء، والثالث: إلى رقم الصفحة في الجزء المعني، (22: 3، 188). أما فيما يتعلق بالرسالة الجامعة، فقد اعتمدت طبعة منشورات عويدات، بيروت، 1995م. وقد أشرت إليها بالرمز «جا» يليه رقم الصفحة أو الصفحات.
الفصل الأول
Bog aan la aqoon