36

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Daabacaha

دار البصيرة

Daabacaad

الأولى

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية

الله، ويجب لهم من النصيحة والمعاونة على البر والتقوى وغير ذلك، مما هو من حقوقهم. ولعموم المؤمنين أيضاً من المناصحة والموالاة وغيرها من الحقوق ما دل عليه الكتاب والسنة.

١٣٥ - وكلُّ من جعل غير الرسول بمنزلة الرسول في خصائص الرِّسالة، فهو مُضاه لمن جعل معه رسولاً آخر، كمسيلمة ونحوه، وإن افترقا في بعض الوجوه.

من شرحه على ((الأصفهانية))

١٣٦ - وقد علم بالعقل أن المثلين يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه. فلو كان المخلوق مماثلاً للخالق، للزم اشتراكهما فيما يجب ويجوز ويمتنع. والخالق يجب وجوده وقدَمه، والمخلوق يستحيل وجوب وجوده وقدمه، بل يجب حدوثه وإمكانه.

١٣٧ - الله سمى نفسه بالرحمن الرحيم، ووصف نفسه بالرحمة والمحبة، وليست رحمته ومحبته كرحمة المخلوق ومحبته. ومعلوم أن صفاتنا بالنسبة إلينا كصفات الله بالنسبة إليه. فكما لا مثل لذاته، لا مثل لصفاته.

١٣٨ - وجوب تصديق كل مسلم بما أخبر الله به ورسوله من صفاته: ليس موقوفاً على أن يقوم دليل عقليٌّ على تلك الصفة بعينها، فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرسول ﷺ إذا أخبرنا بشيء من صفات الله، وجب علينا التصديق به، وإن لم نعلم بثبوته بعقولنا. ومن لم يقرَّ بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله، فقد أشبه الذين قال الله عنهم: ﴿لَن تُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ﴾ (سورة الأنعام، الآية: ١٢٤). ومن سلك هذا السبيل، فهو في الحقيقة ليس مؤمناً بالرسول، ولا متلقياً عنه الأخبار بشأن الربوبية، ولا فرق عنده بين أن يخبر الرسول ﷺ بشيء من ذلك، أو لم يخبر به.

36