23

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Daabacaha

دار البصيرة

Daabacaad

الأولى

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية

٧١ - القلب لا يصلح ولا يفلح، ولا يُسرُّ ولا يلتذُّ، ولا يطيب ولا يسْكُن ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه. ولو حصل له كل ما يلتذُّ به من المخلوقات، لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربِّه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور، واللذة والنعمة، والسكون والطمأنينة، وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له، لا يقدر على تحصيل ذلك إلا الله، فهو دائماً مُفتقر إلى حقيقة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (سورة الفاتحة، الآية: ٥). فهو مُفتقر إليه من حيث هو المطلوب المحبوب المعبود، ومن حيث هو المستعان به، المتوكل عليه، فهو إلهه، لا إله غيره، وهو ربه، لا ربَّ له سواه. ولا تتم عبوديته إلا بهذين.

٧٢ - والله سبحانه هو ربّ العالمين، وكل ما سواه فهو مربوب مفطور، فقير، محتاج، معبد، مقهور. وهو الواحد القهار الخالق البارئ المصوّر، وهو وإن كان خلق ما خلقه بأسباب، فهو خالق السبب والمقدِّر له. وهذا مفتقر إليه كافتقار هذا، وليس في المخلوقات سبب مستقل بفعل ولا دفع ضر، بل كل ما هو سبب فهو محتاج إلى سبب آخر يعاونه، وإلى ما يدفع عنه الضرر الذي يعارضه ويمنعه، وهو سبحانه وحده الغني عما سواه، ليس له شريك يعاونه، ولا ضد يُناوئه ويعارضه.

٧٣ - اتباع الشريعة، والقيام بالجهاد: من أعظم الفروق بين أهل محبة الله وأوليائه، الذين يحبهم ويحبونه، وبين من يدَّعي محبة الله، ناظراً إلى عموم ربوبيته، أو متبعاً لبعض البِدَع المخالفة لشريعته.

٧٤ - إذا كان العبد مخلصاً لله ، اجتباه ربَّه، فأحيا قلبه، واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يُضادُّ ذلك من السوء والفحشاء. بخلاف القلب الذي لم يخلص لله ، فإن فيه طلباً وإرادة وحباً مطلقاً، فيهوى ما يسنح له، ويتشبَّث بما يهواه، كالغُصن: أي نسيم مرَّ بِعطفه، أمالَه.

24