11

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Daabacaha

دار البصيرة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية

١١ - ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده، لا شريك له، كما خلق الجن والإنس لعبادته، وبذلك أرسل رُسله، وأنزل كتبه وعبادته تتضمَّن كمال الذل والحب له، وذلك يتضمن كمال طاعته.

١٢ - فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر، وأمرت به من تفاصيل الشرائع، لا يعلمه الناس بعقولهم، كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم، وإن كانوا يعلمون بعقولهم جُمل ذلك.

١٣ - المؤمن مأمور بأن يفعل المأمور، ويترك المحظور، ويصبر على المقدور.

١٤ - وجُمَّاع ذلك: أنه لابد له في الأمر من أصلين، ولابد له في القدَر من أصلين :

ففي الأمر: عليه الاجتهاد في امتثال الأمر علماً وعملاً، فلايزال يجتهد في العلم بما أمر الله به، والعمل بذلك. ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في الأمر، وتعدِیه للحدود.

وأما في القدّر: فعليه أن يستعين بالله في فعل ما أمر به، ويتوكل عليه، ويدعوه، ويرغب إليه، ويستعين به. ويكون مفتقراً إليه في طلب الخير، وترك الشر. وعليه أن يصبر على المقدور، ويعلم أن ما أصابه لم يكن لِيُخطِئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه. وإذا آذاه الناس، علم أنه مُقَدَّر عليه.

١٥ - على العباد أن ينظروا إلى القدَر في المصائب، وأن يستغفروا من المعائب.

١٦ - وقد جمع الله بين هذين الأصلين: العبادة، والتوكل، في غير موضع، كقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين﴾ (سورة الفاتحة، الآية: ٥). وقوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عليه﴾ (سورة هود، الآية: ١٢٣)، فما لم يكُن بالله لا يكون، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم، ولابد في عبادته من أصلين :

إخلاص الدين لله. . موافقة أمره الذي بعث به رسله.

11