191

Taariikhda Yaman

تاريخ اليمن ظلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

Baare

محمد عبد الرحيم جازم

Daabacaha

دار المسيرة

Goobta Daabacaadda

بيروت

وذهوله وأجدر أَن لَا يعلمُوا حُدُود مَا أنزل الله على رَسُوله وَلما انْتهى أَمِير الْحَاج هَذَا الْعَام إِلَى بعض الطَّرِيق ادّعى بعض أهل الْبِلَاد أَن أَصْحَاب الْأَمِير قتلوا من أَصْحَابه رجلا وَأَرَادُوا أَن يَأْخُذُوا بالثأر أَو ينتهب القطار فهم الْأَمِير بِالْقِتَالِ ثمَّ أحجم عَن ذَلِك بعد أَن عرف الْعَجز عَمَّا هُنَالك وَأَنه إِن فعل لَا محَالة هَالك وَفِي ثامن عشر محرم توفّي القَاضِي الْعَلامَة الذكي الْوَرع صفي الْإِسْلَام أَحْمد ابْن سعد الدّين المسوري وَكَانَ قد صحب الإِمَام الْأَعْظَم الْمَنْصُور بِاللَّه ثمَّ الْمُؤَيد بِاللَّه فوزر لَهُ وخطب ثمَّ اسْتمرّ آخر مدَّته على تِلْكَ الْحَال مَعَ المتَوَكل على الله وَكَانَ عِنْد الْمُؤَيد عَظِيم الجاه مَبْسُوط الْكَلِمَة نَافِذ الْإِرَادَة كثير المواجهة للْإِمَام بِمَا ينقدح فِي خاطره مِمَّا يَعْتَقِدهُ أَنه يتَوَجَّه عَلَيْهِ من نصيحة الْأَئِمَّة من غير تخوف لمظنة التشنيع وَلَا مُلَاحظَة أَن النصح فِي الملإ تقريع وَكَلَامه مَعَ ذَلِك نَافِذ الْإِرَادَة جيد الإفادة مَعْقُود بكيميا السَّعَادَة وتناقص هَذَا الْحَال من الإِمَام المتَوَكل فَقرب وَبعد وَصوب وَصعد وَالَّذِي استفاض عَنهُ إفناء جلّ أوقاته فِي مَقَاصِد صَحِيحَة وسعايات مليحة وَقد رَأَيْت فِي بعض المجاميع مَا يجرح الصَّدْر ويغلب على قَائِله بعض التحامل فِي شَأْن هَذَا الرجل الْجَلِيل وَقد قَالَ ﷺ (لَا تسبوا الْأَمْوَات فَإِنَّهُم قد أفضوا إِلَى مَا قدمُوا لَا تسبوا الْأَمْوَات فتؤذوا الْأَحْيَاء) وَله رسائل ومسائل جرى فِيهَا على أسلوب مَخْصُوص بِقدر مَا عِنْده من الْعدة وَغلب عَلَيْهِ مَحْض التَّشَيُّع حَتَّى نسب إِلَيْهِ عقيدة الجارودية وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن ربيع الأول مَاتَ ملك الْيمن عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الإِمَام عقب وُصُوله من ذمار بمحروس الرَّوْضَة وقبره مَشْهُور عَلَيْهِ قبَّة فاخرة وَدفن بِجَانِب من بساتينه وَكَانَ مَوته رزأ لِلْإِسْلَامِ وانحلالا فِي النظام فَإِنَّهُ كَانَ عينا فِي الْمُلُوك وَالْعُلَمَاء ورأسا فِي الحلماء والحكماء مهيب الْجَانِب شَدِيد الْوَطْأَة على المردة والبطالين نظامه لقانون الْملك ملاحظا لجَانب الْعلم وَالْعُلَمَاء أَخذ عَن القَاضِي الْعَلامَة أَحْمد بن يحيى حَابِس أَيَّام سكونه

1 / 237