118

Taariikhda Yaman

تاريخ اليمن ظلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

Baare

محمد عبد الرحيم جازم

Daabacaha

دار المسيرة

Goobta Daabacaadda

بيروت

أَحْمد البقشه الأحمدية الْمَعْرُوفَة وَفِي هَذِه الْأَيَّام أرسل صفي الْإِسْلَام إِلَى حَضْرَة الإِمَام بالسلطان بدر بن عبد الله فاستبقاه الإِمَام أَيَّامًا ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى بِلَاده وَمَات لجهته كَمَا يَأْتِي فِي تَارِيخه وَفِي آخر رَمَضَان غزى السَّيِّد شرف الدّين بن المطهر الشَّيْخ عَليّ بن الهيثمي فَوَقع أَوَائِل قتال وفر الهيثمي وَفِي شَوَّال إنتشرت الْجَرَاد وأنحت على الْبِلَاد وفيهَا جهز الإِمَام وَلَده عَليّ ابْن الإِمَام إِلَى الْحَج إِلَى بَيت الله الْحَرَام فقضي المرام وَعَاد إِلَى حَضْرَة الإِمَام وَفِي هَذَا الشَّهْر وصل الهيثمي والقرعة والفضلي إِلَى حَضْرَة الإِمَام فَمَا ترك لَهُم من الْعَطاء والأكرام مَا يَلِيق بأحوالهم وأعادهم بعد صفاء الخواطر إِلَى رِجَالهمْ وَفِي هَذِه اتّفق بَين الإِمَام وسلطان الْهِنْد رموز لَطِيفَة قاضية بأفكار صَحِيحَة وأذهان شريفة تبصرة للمشاعر وَتَذْكِرَة بقول الشَّاعِر (حواجبنا تقضي الْحَوَائِج بَيْننَا ... وَنحن صموت والهوى يتَكَلَّم) وَذَاكَ أَنه وصل إِلَى الإِمَام رجل من الْهِنْد يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم لَهُ إتصال بالسلطان وَالسُّلْطَان فِي العقيدة على نهج أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ ويعزى إِلَيْهِ الْعرْفَان والتقيد للإنصاف وَفِي تَهْذِيب الْحَاكِم من كتب أَصْحَابنَا ردود على الأشعرية فِيهَا متانة ورصانة فطمع الإِمَام أَن يتفرس السُّلْطَان تِلْكَ الردود وَأَن تخفق من رُجُوعه إِلَى مَذْهَب الزيدية والمعتزلة بنود فرتب هَدِيَّة تلِيق بالشاجهان وَصدر من جُمْلَتهَا ذَلِك الْكتاب فِي الفرمان فَلَمَّا اتَّصَلت الْهَدِيَّة بالجناب وَوَقعت عينه على الْكتاب عرف المُرَاد عِنْدَمَا نظر مِنْهُ فِي مضان الإعتقاد وهيأ للْإِمَام هَدِيَّة سنية وأدمج أثناها أجل تفاسير الأشعرية وَهُوَ

1 / 164