Taariikhda iyo Sharaxaada Masjidka Tuluni
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Noocyada
61
والدليل على أنها ميضأة الحوض الكبير المثمن، وإشارة الآية الشريفة المنقوشة على القبة من الداخل إلى الوضوء. (كوربت بك في «المجلة الآسيوية» سنة 1891، ص545، و«منشورات المعهد العلمي الفرنسي» المجلد 52، ص76، و«خطط المقريزي» بتصرف). (6) بعض العمارات والتجديدات التي أجريت بالجامع
عمارة بدر الجمالي
ذكرنا فيما تقدم تجديد العزيز أو أمه تغريد للميضأة، ولم يرد في التاريخ بعد ذلك ما يستدل منه على إجراء عمارات أو تجديدات بالجامع إلى أيام المستنصر بالله الخليفة الفاطمي؛ إذ أجرى به بدر الجمالي عمارة لا زال أثرها مشاهدا على باب كبير مسدود الآن بالبناء في السور الخارجي على بعد نحو ثلاثين مترا من الزاوية الشمالية الشرقية؛ حيث يقرأ الإنسان ما بين نجاف (عتب) الباب والشرفات كتابة بالكوفي الجميل المزهر منقوشة في لوح من الرخام مقاسه 0,260 × 0,45 نصها:
بسملة ... (2) نصر من الله وفتح قريب لعبد الله ووليه معد أبي تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين (3) أمر بتجديد هذا الباب وما يليه عند عدوان النار على ما أبدعه المارقون فيه السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام أبو النجم بدر المستنصري (4) أدام الله قدرته وأعلى كلمته ابتغاء ثواب الله وطلب مرضاته، وذلك في صفر سنة سبعين وأربعمائة، الحمد لله وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما . (راجع اللوحة رقم 16).
وتدل هذه الكتابة وإن كانت غير صريحة على أن الحوادث العظيمة التي جرت على عهد المستنصر في الشدة العظمى، وقد أشرنا إليها فيما تقدم، نال منها جامع ابن طولون نصيبه لما ثار الأتراك والعبيد وتجمعوا لمحاربة بعضهم مرارا ظهر في آخرها الأتراك وهزموا العبيد إلى بلاد الصعيد، فاغتر ابن حمدان مقدمهم وعاد إلى القاهرة وقد عظم أمره وقوي جأشه واستخف بالخليفة وخرق ناموسه، وطال الفساد إلى أن انتهى بالاعتداء على القصر والمكتبة فنهبا نهبا بمرأى ومسمع من الخليفة، وزادت المصائب بوقوع الطاعون والجوع فالتهمت القاهرة والفسطاط، وصار الخليفة على آخر رمق إلى أن فكر في بدر الجمالي نائبه بالشام فاستدعاه ليعيد الأمن إلى نصابه فأبحر إليه في سنة 465، وتم له الفوز، وقد أشار المقريزي إلى ما تركته هذه الحوادث من الأثر فقال: وبسبب هذا الغلاء خرب الفسطاط، وخلا موضع العسكر والقطائع وظاهر مصر مما يلي القرافة حيث الكيمان الآن إلى بركة الحبش.
والظاهر أن بعض الثائرين، وقد سماهم المقريزي بالمارقين، توصلوا إلى الجامع وتحصنوا فيه فحوصروا وأحرق بسبب ذلك جزء منه جدده بدر الجمالي سنة 470، ولما تم ذلك أشار إلى هذه الحوادث في الكتابة التي وضعها تذكارا لعمارته.
عمارة الحافظ الفاطمي
وفي سنة 526 ه/1132م أحدث القاضي سراج الدين باسم الخليفة الحافظ بعض أعمال في الجامع لم تدل عليها كتب المؤرخين ولا الكتابة التي كانت في الجامع واندثرت، وهي مندرجة في كتاب «وصف مصر» بالكوفي الخفيف المزهر، وبها اسم الخليفة الحافظ الفاطمي، ونصها حسب قراءة جناب الأستاذ جاستون فييت مدير دار الآثار العربية: (1) بسملة ... مما أمر بإنشائه عبد الله ووليه مولانا وسيدنا عبد المجيد أبي (2) الميمون الإمام الحافظ لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين (3) على يد (؟؟) عبده (؟) ومملوكه القاضي المؤيد الأمير سراج الدين علم المجته[د]ين (كلمة) المؤمنين (كلمة) الإمام وعمدة الأحكام (4) نظام (؟) الملة وجلاله فخر الأمة وكماله (كلمة) الدولة النبوية عماد الخلافة العلوية الحافظية درا (5) لمآثر والفضائل ولي أمير المؤمنين أبو الثريا نجم بن جعفر (كلمة) الله (11-13 كلمة) وعشرين (؟) شوال (؟) سنة ست (؟) وعشرين (؟) [وخمسمائة].
ولقد عانى في هذه القراءة مشقة، وكان الأستاذ فان برشم حاول ذلك فلم يتمكن من قراءة كل الكلمات على صحة فاستدرك ذلك الأستاذ فييت (راجع تعليقاته في «منشورات المعهد العلمي الفرنسي» المجلد 52، ص82 وما يليها).
Bog aan la aqoon