Taariikhda iyo Sharaxaada Masjidka Tuluni
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Noocyada
وكانوا يعطونه شكلا مربعا، والآجر المصري القديم مستطيل وأكثره استعمالا ما كان مقاسه 0,22 × 0,11 × 0,14 (ماسبيرو، «الأركيولوجيا المصرية»، ص10).
وفي جامع ابن طولون الآجر أحمر غامق جيد الحريق، ويبلغ مقاسه في الغالب 0,18 × 0,08 × 0,04 وهو مبني مداميك متناوبة أديه وشناوي، وأعني بالأول في اصطلاح البنائين مدماك أحمال ترص بطول الطوبة على امتداد الجدار، والثاني مدماك أسهل ترص بعرض الطوبة عموديا على طول الجدار وتبسط عليه المونة، ولحام الآجر بعضه مع بعض منتظم ثخين، أخذ مقاسه فوجد أن كل خمس طوبات بلحامها تساوي 36 سنتيمترا في المتوسط من ذلك اللحام الأفقي ثلاثة سنتيمترات والرأسي 18 ملليمترا وثخانة الطوبة 44 ملليمترا في المتوسط، والمعروف في الأبنية البيزنطية أن اللحام يزيد عن ثخانة الطوب.
الأرجل أو الدعائم (راجع اللوحات رقم3 و6) لم يقتصر ابن طولون على بناء الجدران والأسوار فقط بالآجر، بل بنى بها أرجلا اتخذها بدلا من العمد ليرفع عليها الأقواس أعني الطارات، على عكس ما في جامع عمرو.
وقد ذكرنا فيما تقدم السبب الذي انتحل لذلك وهو عدم صبر الرخام على النار، ولا يخفى أنه سبب واه، وقد وفق الأستاذ كوربت بك إلى بيان ما يجوز أن يكون هو السبب الحقيقي، وهو تعذر الحصول في ذلك الوقت على الرخام من المباني المهجورة بسبب نفاد ما كان موجودا فيها في المدة السابقة على ابن طولون.
32
غير أن هذا لا ينفي ما تواترت به الرواية عن تورع ابن طولون عن أن يأتي بها من المعابد والكنائس، خصوصا وأن سيرته ثابت فيها أنه كان منذ صغره يألف مجالس رجال التقوى والورع.
أما عن صبر الرخام على النار فقد قال الأستاذ فان برشم: إن تسلط النيران على ما بالقاهرة من العمد الرفيعة التي لم تهيأ بإتقان يعرضها حالا للعطب، ونحن لا ننكر أن الدعائم إذا كانت ثخينة من الآجر تكون مقاومتها أكبر، ولكن نسبة بقاء الجامع سليما حتى الآن إلى ذلك فقط لا يؤيده ما نشاهده في الجوامع الكبيرة بالقاهرة، فإن جامع الحاكم وجامع بيبرس الأول الكائن بميدان الظاهر اتخذت لهما الدعائم، وقد أصيبا بعطب شديد والأول منهما اندثر كله تقريبا، ولما نبحث عن السبب يجب ألا ننظر في طريقة بنائهما فقط، بل يتحتم علينا أن نراعي أمورا أخرى كبنائهما على أرض غير ثابتة وعبث الجند بهما.
وإذا نظرنا إلى الجوامع الكبيرة يتبين أن المهندس الذي بنى الجامع لابن طولون كان موفقا في فكرته لأن اتخاذ الدعائم من الآجر في بناء جامعه أفاده ثباتا كما أفاد بناؤه على أرض ثابتة.
33
وقد أراد الأستاذ فان برشم بالأرض الثابتة الصخر المشيد عليه الجامع، فإن معظم الأساس - إن لم نقل كله - قائم عليه، وقد ظهر من الأعمال التي أجريت في الجهة الغربية أن الطبقة الصخرية قريبة جدا من مستوى بلاط الجامع، وتبلغ أحيانا مستوى أرض الصحن.
Bog aan la aqoon