Taariikhda iyo Sharaxaada Masjidka Tuluni
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Noocyada
15 (في المجلد الخامس عشر، ص329) إن جزءا من كتابته يرجع إلى المأمون، يعني إلى سنة 199 هجرية/814 ميلادية، وإلى عمارتي المتوكل أي إلى سنة 233 هجرية/847 ميلادية، و247 هجرية/861 ميلادية، وكانت العمارة الأخيرة على عهد أحمد بن طولون نفسه، إلا أنه يرى أن هذه الكتابات على كل حال لا تتعدى بعض الكلمات.
والصحيح أن قسما من كتابة المقياس أقدم عهدا من كتابة تاريخ الجامع الطولوني، وهو من الآيات الشريفة، والكاتب له أحمد بن محمد الحاسب في سنة 247 هجرية، وكان واردا في هذه الكتابة اسمه واسم المتوكل وتاريخ الكتابة، ثم أزيل ذلك فيما بعد واستبدل ببعض الآيات الشريفة بخط أقل إتقانا من الخط الأصلي، وكلاهما بالكوفي، ومن السهل معرفة النص الأصلي وما استبدل منه بالمقابلة بين المكتوب على جدران بئر المقياس وبين ما أورده ابن خلكان في ترجمة أبي الرداد في «وفيات الأعيان»، ج1، ص339، ولولا أن هذا البحث خارج عن الموضوع لشرحناه شرحا وافيا، وما جرنا إليه غير إشارة كوربت إلى قول مارسيل.
وبجانب هذه الكتابة التاريخية توجد بالجامع كتابات أخرى كبيرة الأهمية من أزمنة مختلفة يعرف منها تاريخ التجديدات والعمارات التي وقعت فيه، وسيأتي الكلام عليها. (3) مهندس الجامع
ذكر المقريزي أن الذي تولى بناء الجامع لأحمد بن طولون كان رجلا نصرانيا حسن الهندسة حاذقا بها، وكان عهد إليه ببناء عين بظاهر المعافر
16
وجعل عليها قناطر لا تزال بقية منها موجودة إلى الآن، واتفق أنه لما فرغ من بنائها وأقبل أحمد بن طولون ليتفرج عليها غاصت يد فرسه في موضع لم يجف بناؤه فغضب على المهندس وضربه وأمر به إلى المطبق (السجن) فأقام به مدة.
ولما أراد أحمد بن طولون بناء الجامع قدر له ثلاثمائة عمود، وقيل له لا تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك، فلم يرض، وبلغ الخبر المهندس النصراني وهو في المطبق، فكتب إليه يقول: أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عمد إلا عمودي القبلة، فأحضره وسأله فقال: أنا أصوره للأمير حتى يراه عيانا بلا عمد إلا عمودي القبلة، فأمر أن تحضر له الجلود فأحضرت وصوره له فأعجبه، ووضع المهندس يده في البناء في الموضع الذي هو فيه وهو جبل يشكر فكان ينشر منه ويعمل الجير ويبنى إلى أن فرغ من جميعه وبيضه («الخطط» للمقريزي، ج2، ص265 باختصار).
وقد بحث كثير ممن كتبوا عن الجامع في أمر هذا المهندس، فقال بعضهم: كان بيزنطيا،
17
وقال البعض: قبطيا، وعلل الأولون قولهم بأن الطرز البيزنطي واضح في أقدم أجزاء الجامع، وهي أقوال مبنية على الظن والتخمين، وقد مهد لها الطريق سكوت الرواة والمؤرخين عن ذكر اسم المهندس، ونحن لا ننكر أن الفن العربي لم يكن بلغ أشده بعد، وأن الضرورة كانت كثيرا ما تقضي بالاقتباس من المألوف من أساليب الصناعة عند الأمم الأخرى واستحضار مهرة الصناع من فارس والروم، كما قال بذلك ابن خلدون وغيره من كتاب العرب («مقدمة ابن خلدون»، ص173؛ وابن جبير، صحيفة 262، طبع ليدن؛ و«مسالك الأبصار»، ج1، ص183).
Bog aan la aqoon