Taariikhda Ummadaha Casriga Rashiduun
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Noocyada
فهما في أواخر الليل فجرا
ن وفي أولياته شفقان
وإن في تاريخ آل أبي طالب جميعا سجلا للبطولات والتضحيات في سبيل هذه الأمة العربية المسلمة، تبلى الأيام والليالي ولا يبلى؛ لما يجد المتعمق في دراسته من معالم قوة الإيمان، وصدق الإحسان، والإخلاص الواضح، والتفاني في رفع شأن كلمة الله وخدمة العروبة خاصة والأمة الإسلامية عامة.
الفصل الثاني
في إجمال حياته وسيرته عليه السلام
ولد علي عليه السلام في السنة الثانية والثلاثين من ميلاد الرسول؛ أي: سنة إحدى وعشرين ق.ه. ولما بعث الرسول بالنبوة كان علي دون سن البلوغ، وكان يساكنه في منزله كما أسلفنا، وقد كفله رسول الله وعني بأمره، ونشأه في بيته نشأة إسلامية، فلم يتدنس بدنس الجاهلية، وتهذب بآداب الديانة المحمدية، وكان ذا نفس كريمة طاهرة، شجاعا لا تلين قناته، ولما هاجر الرسول من مكة إلى المدينة فداه علي بنفسه ونام في فراشه ليوهم أن الرسول لم يزل نائما فلا يتبعه المشركون المتآمرون عليه ويفسدون خطة الهجرة إلى المدينة كما رسمها الرسول لنفسه، ثم لحقه بعد قليل إلى المدينة وشهد معه كل غزواته إلا غزوة تبوك، فإنه
صلى الله عليه وسلم
استخلفه فيها على أهل بيته، ولما رأى في وجهه كرها لذلك ولبقائه مع النساء والولدان قال له
صلى الله عليه وسلم
يطيب نفسه: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي؟
Bog aan la aqoon