Taariikhda Ummadda Casriga Barwaaqada
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Noocyada
وقال أيضا:
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا ... بنا هدى الناس بعد ضلالتهم، ونصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق، ودحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا ... فتمم الله ذلك منة ومنحة لمحمد
صلى الله عليه وسلم ، فلما قبضه الله إليه قام بذلك الأمر من بعده أصحابه، أمرهم شورى، فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوا أهلها ... ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فابتزوها وتداولوها بينهم، فجاروا فيها واستأثروا بها وظلموا أهلها، فأملى الله لهم حينا حتى آسفوه، فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا، وولي نصرنا ... يا أهل الكوفة، أنتم محل محبتنا ... أنتم الذين لم يثنكم من ذلك تحامل أهل الجور عليكم حتى أدركتم زماننا وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمكم علينا ... وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم ، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المبير.»
وكان السفاح إذ ذاك موعوكا فاشتد به المرض فجلس على المنبر، وقام عمه داود بن علي وكان من أفصح بني العباس، فخطب خطبة رائعة قال فيها: «إنا والله ما خرجنا في هذا الأمر لنكثر لجينا ولا عقيانا، ولا نحفر نهرا ولا نبني قصرا، وإنما أخرجتنا الأنفة من ابتزازهم حقنا، والغضب لبني عمنا، وما كربنا من أموركم، وبهظنا من شئونكم، ولقد كانت أموركم ترمضنا على فرشنا، ويشتد علينا سوء سيرة بني أمية فيكم، وخرقهم بكم واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم ومغانمكم، لكم ذمة الله وذمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وذمة العباس رحمه الله أن نحكم فيكم بما أنزل الله، ونعمل فيكم بكتاب الله، ونسير في العامة منكم والخاصة بسيرة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ...
يا أهل الكوفة، إنا والله ما زلنا مظلومين مقهورين على حقنا، حتى أتاح الله لنا شيعتنا من أهل خراسان فأحيا بهم حقنا، وأفلج بهم حجتنا، وأظهر بهم دولتنا، وأداكم الله ما كنتم له تنتظرون ... وأدالكم على أهل الشام، ونقل إليكم السلطان وعز الإسلام ... ألا ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد (وأشار بيده إلى أبي العباس)، فاعلموا أن هذا الأمر فينا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم صلوات الله عليه.»
Bog aan la aqoon