Taariikhda Ummadda Casriga Is-waafajinta
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Noocyada
قال عمر بن عبد العزيز: فجعلت أعدل بالخليفة في ناحية المسجد رجاء ألا يرى سعيدا حتى يقوم، فحانت من الوليد نظرة إلى القبلة فقال: من ذلك الجالس؟ أهو الشيخ سعيد بن المسيب؟ فجعل عمر يقول: نعم يا أمير المؤمنين، ومن حاله ومن حاله، ولو علم بمكانك لقام إليك، وهو ضعيف البصر.
قال الوليد: قد علمت حاله، ونحن نأتيه، فدار في المسجد حتى أتى القبر، ثم أتى سعيدا فقال: كيف أنت أيها الشيخ؟ فوالله ما تحرك سعيد، ولا قام. فقال: بخير والحمد لله، فكيف أمير المؤمنين وكيف حاله؟
قال الوليد: خير والحمد لله. فانصرف وهو يقول لعمر: هذا بقية الناس. ثم إنه قسم بالمدينة رقيقا كثيرا عجما بين الناس، وآنية من ذهب وفضة وأموالا، وطاف بالناس على قبر رسول الله، وقد صف له الجند صفين من المنبر إلى جدار مؤخر المسجد، وقدم بطيب مسجد النبي ومجمرة وبكسوة الكعبة، فنشرت وعلقت على حبال في المسجد من ديباج حسن لم ير مثيله.
9
بناء مسجد دمشق
تولى الوليد وجامع دمشق الأعظم مجاور للكتدرائية العظمى، فعزم الوليد على توسيع الجامع، فطلب من النصارى إعطاءه نصف الكنيسة الذي بأيديهم على أن يبني لهم كنيسة حيث شاءوا، فأبوا ذلك ثم رضوا فهدمها، وبدأ الهدم بنفسه في سنة 86، وشرع في البناء سنة 87، وأقام فيما بنى سبع سنين، فمات الوليد ولم يتم فأتمه سليمان.
10
قال ابن عساكر: لما أراد الوليد بناء مسجد دمشق احتاج إلى صناع كثيرين، فكتب إلى الطاغية أن وجه إلي بمائة صانع من صناع الروم، فإني أريد أن أبني مسجدا لم يبن من مضى قبلي، ولا يكون بعدي، مثله، فإن أنت لم تفعل غزوتك بالجيوش، وخربت الكنائس التي في بلدي، وكنيسة بيت المقدس، وكنيسة الرها وسائر آثار الروم، فكتب إليه: والله لئن كان أبوك فهمها فأغفل عنها فإنها لوصمة عليك، ولئن كنت فهمتها وغابت عن أبيك فإنها لوصمة عليك، وأنا موجه لك بما سألت. فأراد أن يعمل له جوابا، فجلس له عقلاء الرجال في حظيرة الرجال يفكرون، فدخل عليهم الفرزدق فقال: ما بال الناس؟ فقيل له: السبب كيت وكيت. فقال: أنا أجيبه من كتاب الله؛ قال الله تعالى:
ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ، فسري عنهم. وفي ذلك قال الفرزدق:
فرقت بين النصارى في كنائسهم
Bog aan la aqoon