Tarikh Umma Casr Intilaq
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Noocyada
صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج بهن إلا بعد وفاة السيدة خديجة، ولم يتزوج بواحدة منهن إلا لسبب من مصلحة عامة أو غيرة أو غير ذلك من الأساليب التي كان هو
صلى الله عليه وسلم
أدرى بها، لا لأسباب جنسية بحتة كما يزعم ذلك بعض الضالين من الزنادقة أو المغرضين من المستشرقين. فأول امرأة تزوج بها بعد وفاة خديجة كانت سودة، وإنما تزوج بها لتقوم بأمور بيته، ثم تزوج بالسيدة عائشة، وما كان تزوجه بها إلا لأنه كان يحب أن يرتبط بأبي بكر ارتباطا تقويه وشائج الدم مع وشائج الأخوة والإسلام، وكذلك كان أمر زواجه بحفصة بنت عمر. وأما زينب بنت خزيمة فقد كانت سيدة نبيلة أصيبت بزوجها واشتد ولهها عليه، فلم يجد النبي بدا من التزوج بها، ولم تلبث عنده إلا شهرين حتى لحقت بزوجها، وقد ظل النبي الكريم وفيا لها ولأسرتها فتزوج بأختها ميمونة. وأما أم سلمة فقد كانت امرأة كهلة، ولما مات زوجها يوم بدر اشتد حنينها إليه فواساها النبي قائلا: «سلي الله أن يؤجرك في مصيبتك، وأن يخلفك خيرا.» فقالت: ومن يكون خيرا من أبي سلمة! فأدرك النبي
صلى الله عليه وسلم
أنها تريده بعد أن رفضت الزواج بأبي بكر وعمر وتزوجها. وأما زينب فإنما تزوجها ليزيل ما علق بأذهان الناس يومئذ من أن مطلقات المتبنين حرام على المتبني، كما بينا ذلك وكما أشارت إليه الآية الكريمة. وأما زواجه برملة بنت أبي سفيان فقد كان شاهدا على النجدة والمروءة والشرف؛ لأنه رآها بعد مخالفتها لأبيها وهجرتها مع زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها، وفجيعتها بزوجها، أهلا لأن تصان ويكون لها عضد يحميها، فكان هو ذلك العضد. وأما جويرية فقد كانت بنت سيد قومها، فلما وقعت سبية واستعطفته، عطف عليها ورحمها وتزوجها، وكان زواجه بها سببا في عتق أسرى قومها. وأما صفية فكان أمرها كأمر جويرية.
هذا هو السر في تعدد أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم
لا ما يزعمه المغرضون والضالون.
وهناك أيضا عدد من السراري المملوكات تزوج بهن رسول الله؛ وهن أربعة: «مارية القبطية»، وهي التي أهداها إليه المقوقس صاحب مصر والإسكندرية في سنة سبع، وكان معها أختها سيرين وهدايا أخرى، وكان النبي معجبا بها. وقد ولدت له ابنه إبراهيم في ذي الحجة من السنة الثامنة، وماتت في خلافة عمر سنة ست عشرة للهجرة، فصلى عليها عمر ودفنها بالبقيع. و«ريحانة ابنة شمعون» القرظية، وقيل: النضرية، ملكها النبي بعد غزو قومها بني قريظة أو بني النضير، فلم تزل عنده حتى ماتت بعد رجوعه من حجة الوداع ودفنها بالبقيع. وكانت له
صلى الله عليه وسلم
Bog aan la aqoon