Tarikh Umma Casr Intilaq
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Noocyada
والخباب بن الأرت، والأزرق بن عقبة الثقفي مولى الحارث بن كلدة. وكانت هذه الصناعة مشهورة بين يهود الحجاز أيضا، ويروى أن النبي لما فتح خيبر صادر ثلاثين قينا منهم، وقال اتركوهم بين المسلمين ينتفعون بصناعاتهم ويتقوون بها على جهاد عدوهم. فتركوهم وتعلموا منهم الحدادة.
وممن كان يتجر في الرماح نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وقد أسر يوم بدر، فقال له النبي: «أفد نفسك برماحك التي بجدة.» فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. ففدى نفسه بها وكانت ألفي رمح. وفي طبقات ابن سعد: أن نوفلا أعان النبي يوم حنين بثلاثة آلاف رمح، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «كأني أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تقصف في أصلاب المشركين.»
175 (6-2) الزراعة
على الرغم من قلة عناية العرب بصورة عامة، الرحل بصورة خاصة، بالزراعة لطبيعتهم البدوية، وكرههم للبقاء في مكان واحد وحبهم للانتقال من مكان إلى آخر. والزراعة تقضي بالاستيطان وعدم الرحلة، فإن الإسلام دعا إليها وحرض عليها ودعا إلى التحضر وكره التبدي؛ لما في ذلك من البعد عن حياة الفوضى، والدعوة إلى حياة منتظمة ثابتة. وقد كان للزراعة أهمية كبرى في نظر الإسلام، ففي صحيح البخاري: أن النبي دخل على أم فشر الأنصارية في نخل لها، فقال: «لا يغرس المسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو دابة أو طير أو سبع إلا كانت له صدقة.» وفي مسند عمر بن عبد العزيز قال ابن شهاب: أرسل إلي عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فقال: جاء سعد بن خالد بن عمرو بن عثمان فقال: يا أمير المؤمنين، أقطعني الشديد فإنه بلغني عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: ما من رجل غرس غرسا إلا أعطاه الله من الأجر عدد الغرس والثمر.
176
وكان بعضهم يتولى زراعة أرضه بيده، فقد روي عن علي أنه كان يتولى أرضا له بنفسه، كما كان بعضهم يعطيها بالربع أو الثلث، ومنهم سعد وابن مسعود وجبر بن عتيك.
177 (6-3) وأما الصناعة
Bog aan la aqoon