Taariikhda Ummadda Carabta: Casriga Burburka
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Noocyada
نقل الصليبيون كثيرا من عادات أهل الشام ومصر إلى ديارهم، كما تأثر المسلمون بالصليبيين في كثير من عاداتهم في البيوع والتجارة واللباس والطعام.
14 (2) التجارة الخارجية
قويت في هذه الفترة الصلات التجارية الخارجية بين المسلمين وبين الروم وأوروبة وجزر البحر الأبيض المتوسط قوة واضحة، وكانت تجارات العراق والمشرق تقلع من موانئ صور وطرابلس - أكبر موانئ الساحل الشرقي - إلى سواحل القسطنطينية في بحر إيجة وخليج البندقية، وبحر تيطس (الأسود) وجزر قبرص ورودس وإقريطس.
كان هذا كله قبل الحملات الصليبية، أما بعد أن كانت هذه الحملات، فقد ازدادت الصلات التجارية الخارجية، وتوثقت جدا، ويقول بيكولوتي: «إن أربع موانئ هي: عكا، وبيروت، وطرابلس، واللاذقية، وخمس مدن داخلية هي: الرملة، ودمشق، وحماة، وأنطاكية، وحلب، قد استفادت من التجارة مع اللاتين ولا سيما البيسيين، والجنويين، والطسقانيين، وكلهم إيطاليون، وهذه الجمهوريات الأربع، بيزة وجنوة والبندقية وطسقان، التي كانت تقتسم إيطاليا، هي أول من اتجر مع الشام من أمم الغرب وجاراهم بعض تجار من أهل بلجيكا وإنكلترا، ثم عدلوا لبعد بلادهم. وكان لهؤلاء الطليان والفرنسيين من التجار - أمالفي ومارسيليا - مكاتب تجارة في الإسكندرية، وفي المدن الساحلية والداخلية في الشام يقايضون بواسطتها حاصلات الشرق مع حاصلات الغرب، ولما فتح الجنويون ثم البنادقة جزيرة قبرص، زادت صلات الشام مع هذه الجزيرة التي هي على بعد 93 كيلومترا من ساحل الشام.»
15
وعقد صلاح الدين في 15 صفر سنة 569ه/1172م معاهدة تجارية بينه وبين جمهورية بيزا منح البيسيين عدة امتيازات، وتقاضى منهم مقابلها ضرائب معينة.
وكان لأهل الجمهوريات الإيطالية مزايا كثيرة في ديار الشام، كما كانت لهم مراكز في مصر، واعتاد الأوروبيون بعد الحروب الصليبية على كثير من بضائع الشرق الإسلامي وأغذيته، فقويت الصلات بين الجانبين، وأصبحت جزيرة قبرص بمكانة رفيعة لأنها النقطة المتوسطة بين أوروبة وديار الشام ومنافذ النيل.
قال المؤرخ صالح بن يحيى صاحب تاريخ بيروت: «إن مراكب البنادقة أخذت تتردد إلى بيروت بعد الحروب الصليبية بالمتاجر قليلا قليلا، وكانت مراكب البنادقة تحضر إلى قبرص، فيرسل صاحب قبرص بضائعهم في شونتين
16
كانتا له إلى بيروت نقلة بعد أخرى، وكان للقبارصة جماعة فيها، ولهم فيها خانات وحمامات وكنائس ثم بطل ذلك.» وكان على ميناء بيروت دواوين وعمال ومشارفون وشاد
Bog aan la aqoon