Taariikhda Ummadda Carabta: Casriga Burburka
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Noocyada
19
مناقشة قيمة فارجع إليها إذا شئت. (6)
يذهب مؤرخو الفرق الإسلامية القدماء إلى أن المذهب الإسماعيلي مذهب ثنوي، فيقول البغدادي: «وذكر علماء الباطنية في كتبهم أن الإله خلق النفس، فالإله هو الأول والنفس هي الثاني، وهما مدبرا هذا العالم، وسموها «الأول» و«الثاني»، وربما سموها العقل والنفس، وقولهم إن «الأول» و«الثاني» يدبران العالم هو بعينه قول المجوس بإضافة الحوادث إلى صانعين أحدهما قديم، والآخر محدث، إلا أن الباطنية عبرت عن الصانعين ب «الأول» و«الثاني» وعبر المجوس عنهما ب «يزدان» و«أهرمن».»
قلت: وتتجلى هذه الآراء لمن قرأ رسائل إخوان الصفا.
وأهم ما يجب أن يلحظه دارس الحركة الإسماعيلية هو حسن تنظيمها من جهة، ثم ترتيب الدعاية لها من جهة ثانية؛ فقد كان «الداعي» يتظاهر بإحدى المهن من تجارة أو طب، أو كحالة أو نجارة، فإذا ما أحس ممن يدعون سكونا إليه وانصياعا، أظهر له زهده في الدنيا وتقواه، فإذا اطمأن إليه أكثر أمامه من حب الخير والإحسان إلى الفقراء، فإذا ازداد الاطمئنان إليه أخذ يحدثه عن آل الرسول والمظالم التي حاقت بهم، ولا ينسى بهذه المناسبة أن يستغل عواطفه وعقائده فيخاطبه بما يلائم ذلك
20
فإذا كان المدعو مسلما عظم له الإسلام، وأبان له ظلم آل علي، وإن كان نصرانيا أو صابئا أو يهوديا استدرجه بعقائده إلى أن يجعله يعتنق فكرته.
وقد جعل الدعاة دعوتهم وكتبهم درجات على حسب المدعوين وقواهم العقلية؛ «فكتاب البلاغ الأول للعامة، وكتاب البلاغ الثاني لنفر أفضل من هؤلاء قليلا، والبلاغ الثالث لمن دخل المذهب سنة، والرابع لمن دخل المذهب سنتين، والخامس لمن دخله ثلاث سنين، والسادس لمن دخله أربع سنين، والسابع فيه نتيجة المذهب والكشف الأكبر.»
21
ويظهر أنه بمرور الزمن اضطروا إلى جعل الطبقات تسعا بدلا من سبع
Bog aan la aqoon