Taariikhda Ummada Casriga Inbithaaq
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Noocyada
مقدمة في الوحي والنبوة. الوحي هو في اللغة الإلهام الغريزي، أو الإشارة الخفية السريعة، والإلقاء في الروع، وفي الاصطلاح: هو الإلهام الذي يقذفه الله في قلب النبي أو الرسول، وقد استعملت هذه الكلمة في القرآن سبعين مرة؛ «تارة» بمعنى الإشارة والقول:
فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (سورة مريم: 11)، «وتارة» بمعنى الوسوسة:
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض ، «وتارة» بمعنى الإلهام الغريزي:
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا (سورة النحل آية: 68)، «وتارة» بمعنى الفزع والروع:
وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا (المائدة: آية 111)، «وتارة» بمعنى الإلهام للأنبياء والرسل، وهو الأكثر:
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به (الأنعام: آية 19)، ولكن أكثر استعمالاتها في القرآن هو المعنى الأخير؛ أي الإلهام للرسل، ووحي الله يكون بطرق، منها: القذف في القلب، ومنها: إنزال الملائكة كجبريل وغيره رسلا بين الله وبين أنبيائه، ومنها: سماع صوت الله لمن يريد بواسطة شيء ما، قال تعالى:
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم (الشورى: آية 51)، وجمهور المسلمين يرون أن جبريل الروح الأمين كان ينزل إلى محمد
صلى الله عليه وسلم
فلا يراه أحد غيره، وقد ورد في بعض الأحاديث أنه كان ينزل إلى النبي في صورة دحية الكلبي، فيراه غير النبي على صورة رجل، أو يأتي إلى مجلس النبي على صورة رجل ما فيراه الناس جميعا.
أما كيفية بدء النبوة فقد حدثتنا به السيدة عائشة؛ فقد روى عنها البخاري: أن أول ما بدئ رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء؛ وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه، والتحنث التحنف والتعبد في الليالي ذات العدد، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ: قال: فأخذني فغطني حتى بلغ بي الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ: قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم قال:
Bog aan la aqoon