Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Noocyada
وهذا التنبيه يحتوي على مقدمة وثلاثة مقاصد: المقدمة في قوانين الكورنتينا، والمقصد الأول في تدابير المرض الصحية، والثاني في علاماته، والثالث في معالجته.
كذلك بذل كلوت بك جهدا عظيما لمحاربة مرض الجدري الذي كان يقضي في مصر على حياة نحو ستين ألفا من الأطفال كل عام؛ فأشار على الحكومة باستعمال التطعيم ضد هذا المرض، وواضح أن رسالته عن تطعيم الجدري التي ترجمها أحمد حسن الرشيدي كتبت وترجمت لتحقيق هذا الغرض، أما رسالته «فيما يجب اتخاذه لمنع الجرب والداء الإفرنجي عن عساكر الجهادية ونسائهم، فظاهر أنه ألفها بحكم مركزه كمدير للإدارة الصحية للجيش المصري، وكبير أطبائه، أو كما كان يسمى في كتب ذلك العصر «كشاف عموم الصحة بالديار المصرية».»
29
وقد صدرت هذه الرسالة عن «مشورة الصحة» إلى «حكماء الجهادية»، وهي صورة ترتيب وضعه كلوت بك باش حكماء الجهادية في الوسائط التي يستعملها الحكماء أولاد العرب لمنع الداءين المذكورين من عساكر الجهادية ونسائهم، وجاء في أولها: «قد بلغ أهل مشورة الصحة أن كثيرا من العساكر إذ لم يبادروا بإيقافهما (أي المرضين) بالوسائط القوية لمنعهما عن التقدم والانتشار فاقتضى رأي أرباب المشورة المذكورة أن يأمروك [والكلام هنا موجه لكل طبيب من أطباء الجهادية] بهذه الأوامر ...»
وهذه الرسالة تقع في ثماني صفحات وطبعت بخط دقيق في حجم صغير ليمكن حملها في الجيب والرجوع إلى ما فيها من تعليمات.
أما رسالته في «مرضى الحمى» فهي صغيرة الحجم أيضا، وتقع في 13 صفحة، وقد وجهها كلوت بك «إلى جميع ضباط الصحة أولاد العرب [يقصد المصريين] المقيمين في مصر، وفي غيرها من القرى، والأوردي المنصور»، وقد تكلم فيها عن أسباب الحمى وأعراضها، ومدتها، والحميات المتقطعة، وطرق معالجتها، وتدبير النقه، ووسائط التحرز من الحمى ... إلخ، ومما جاء فيها:
وهذ الحمى تتسلطن أيضا في إقليم مصر كثيرا والشام، وتكون في البلاد القريبة للبحر؛ كبلاد البحيرة ودمياط، ورشيد، وخصوصا البلاد التي على شواطئ البحيرات؛ كالبرلس والمنزلة، وزيادة تسلطنها يكون بعد فيضان النيل لوجود المياه الراكدة المتخلفة من النيل في البرك، وتنتشر كثيرا في هذا الإقليم إذا كان النيل زائدا لكثرة ما يوجد في الأماكن من الرسوب الذي يتخلف من الماء، ومعالجة هذا المرض في الإقليم المصري لا يختلف عن معالجة هذا المرض في الشام، وقد ذكرناها لكم فلا يلزم إعادتها والله الشافي.
وجاء في ختام الرسالة هذا التنبيه:
فعليكم أيها التلامذة العزاز أن تهتموا في مثل هذه العوارض، وتبذلوا جهدكم في التمسك بما ذكرناه لكم من المعالجة الشافية والاحتراسات الصحية كي تصونوا أنفسكم، والعساكر التي أنتم موكلون بحفظ صحتها (كذا) عن بوائق (كذا) الأمراض، والتوسيخ في الأعراض.
وهناك كتابان أخيران من كتب «كلوت بك» يستحقان الالتفات والعناية والدراسة الخاصة هما: «كنوز الصحة ويواقيت المنحة»، و«الدور الغوال في معالجة أمراض الأطفال».
Bog aan la aqoon