212

Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

Noocyada

ديوان رسل العمالات، وهذه هي ترجمة رفاعة للاصطلاح الفرنسي

Chmbre des députés . ولهذا الاصطلاح عندنا في مصر منذ عهد محمد علي حتى اليوم تاريخ طويل؛ فقد سمي هذه التسمية، ثم أطلق عليه «مجلس شورى القوانين»، ثم «الجمعية العمومية» ثم «الجمعية التشريعية» إلخ إلى أن سميناه أخيرا بمجلس النواب، كما سمينا الشمبر دوبير بمجلس الشيوخ. (5)

الجرنالات، جمع جرنال، وهو يجمع في اللغة الفرنساوية على «جورنو» وهي ورقات تطبع كل يوم، وتذكر كل ما وصل إليهم علمه في ذلك اليوم، وتنتشر في المدينة، وتباع لسائر الناس، وسائر أكابر باريس يرتبونها كل يوم، وكذلك سائر القهاوي، وهذه الجرنالات مأذون فيها لسائر أهل فرنسا أن تقول ما يخطر لها، وأن تستحسن وتستقبح ما تراه حسنا أو قبيحا، وأن تقول رأيها في تدبير الدولة فلها حرية تامة ما لم تضر في ذلك، فإنه يحكم عليها وتطلب قدام القاضي، «والجورنو» عصب، فكل جماعة لها في مذهبها مذهب كل يوم يقويه ويحاميه ويؤيده، ولا يوجد في الدنيا أكذب من الجرنالات أبدا خصوصا عند الفرنسيس. (6)

التلغراف - يعني إشارة الأخبار ... إلخ ... إلخ. (5) أسلوب الترجمة

أخص ما يمتاز به أسلوب الكتب المترجمة أنه أسلوب علمي خاص؛ لأن الكتب التي ترجمت في عصر محمد علي كانت كلها - إذا استثنينا كلستان سعدي - كتبا علمية، غير أنا نلاحظ أن المترجمين قد ساروا - رغم ما في ترجماتهم من عيوب - باللغة العربية خطوة إلى الأمام؛ فقد تخلصوا في كتبهم المترجمة من قيود المحسنات البديعية - وخاصة السجع - التي ظلت مسيطرة على الكتب العربية قرونا طويلة، وكان هذا التخلص شيئا طبيعيا؛ إذ لم يكن من الممكن البتة أن يلتزم أي مترجم السجع في كتاب بأكمله، يقيده فيه النص الأجنبي الذي ينقل عنه، أو المصطلحات والتعريفات العلمية التي يترجمها، والتي كثيرا ما يحار في ترجمتها؛ ولهذا لاحظنا أن معظم المترجمين في ذلك العصر، إن لم يكن كلهم، قد قيدوا أنفسهم بالنص تقييدا أضر بالأسلوب وبالمعنى في كثير من الأحيان، ومع هذا فإن الأساليب الأوروبية لم تخل تماما من بعض المحسنات؛ كالاستعارة أو التورية، أو التشبيه، فلكل لغة محسناتها، وهنا أباح المترجمون لأنفسهم في بعض الأحيان التصرف في نقل هذه المحسنات، وكثيرا ما كانوا يعربونها؛ أي يضعون مكانها استعارات وتشبيهات تتفق والذوق العربي، وذلك إذا أيقنوا أن المحسنات الأوروبية مما لا يفهمه، أو يعقله، أو يهضمه القارئ العربي.

وقد تخيرت أن أنقل هنا بعض فقرات من كتاب «إتحاف الملوك الألبا» الذي ترجمه خليفة محمود؛ فقد وضع فيها المترجم هذه المبادئ التي راعاها عند ترجمته لهذا الكتاب، غير أن الباحث يستطيع - بالنظر في معظم الكتب التي ترجمت في ذلك العصر - أن يعتبرها مبادئ عامة كان يلتزمها غالبية المترجمين في عملهم. قال خليفة أفندي: «قد حاولت مجاراة عبارات الأصل كل المحاولة، وزاولتها كل المزاولة؛ ولذا كانت بعض العبارات في ترجمتي على نسق يبعد بعض الوجوه عن قالب الفصاحة العربية، ويقرب من قالب اللغات الأعجمية؛ لأن المترجم يلزمه أن يكون أسيرا للأصل في تركيبه، ونظمه وترتيبه، والفرع إن لم يقف أثر أصله قل أن نجح في فعله، وربما راعيت أدنى ملاءمة بين التشبيهات وأوجه الاستعارات، ولكن عدلت عن كل تشبيه في الأصل يكون أعجميا محضا، فبدلت بعضا، وحسنت بعضا ...»

10

هذه هي المبادئ التي التزمها خليفة محمود في ترجمته لهذا الكتاب، غير أنه لم يلتزمها وحده، بل يمكننا أن نعتبرها مبادئ عامة تنطبق على معظم ما ترجم المترجمون في عصر محمد علي، وقد رأيت أن أتخير بعض أمثلة من الكتب التي ترجمت في ذلك العصر لمقارنتها بالأصل المنقول عنه، ونقدها والحكم عليها تحت ضوء هذه المبادئ العامة.

وقد راعيت أن تكون هذه الأمثلة مختلف كل منها على الآخر في كل شيء؛ في اللغة التي ترجم عنها، وفي المترجم الذي ترجمه وفي الموضوع الذي ترجم فيه؛ فالمثال الأول قطعة من كتاب الأمير لمكيافلي الذي ترجمه عن الإيطالية إلى العربية الأب رفاييل زاخور، وهو واحد من المترجمين السوريين، والثاني قطعة من كتب الجغرافيا العمومية لمالطبرون الذي ترجمه عن الفرنسية إلى العربية رفاعة الطهطاوي، وهو واحد من خريجي البعثات، والثالث قطعة من كتاب إتحاف الملوك الألبا في تقدم الجمعيات في أوروبا للمؤرخ الإنجليزي «روبرتسون»، وقد ترجمه عن ترجمة فرنسية للكتاب خليفة محمود وهو مترجم من خريجي الألسن.

هذا ولم أوفق للعثور على النص الفرنسي للكتاب الأخير، وهو الذي نقل عنه المترجم وإنما عثرت على النص الإنجليزي الأصلي، فلم أر بأسا في مقارنة الترجمة العربية به.

Bog aan la aqoon