Taariikhda Tarjumaadda Masar xilligii ololaha Faransiiska
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Noocyada
وقد يكون الباعث لهذين المؤرخين على هذا الاستنتاج ما ذكره الجبرتي بعد ذلك من أن الخشاب اختار لنفسه بعض ما ورد في هذه المضابط، فإنه يقول: «فجمع من ذلك عدة كراريس ولا أدري ما فعل بها.» والذي تذكره المراجع الفرنسية أن الجنرال «مينو» أصدر مرسوما في 26 نوفمبر سنة 1800 بإنشاء جريدة عربية اسمها «التنبيه
L’Avertissement »
19
واختار السيد إسماعيل الخشاب ليكون رئيسا لتحريرها، وذلك تحت إشراف أعضاء الديوان من العلماء، ويكون من أغراضها البحث في أعمال الديوان وأعمال الحكومة الفرنسية ونشر الأخبار الداخلية والخارجية وبعض المقالات في الفنون والعلوم والأخلاق ... إلخ، ويقول الدكتور إبراهيم عبده: «على أن الآمال التي علقت على ظهور التنبيه لم تتحقق إذ إن الظروف السياسية واضطراب الأمن كل ذلك حال دون ظهور الجريدة، وبقي مرسوم إنشائها معطلا حتى جلا الفرنسيون عن مصر.»
20
وقد ظل الخشاب يلي وظيفته هذه في الديوان «ضحوة يومين في الجمعة» طول عهد «مينو» حتى خرجت الحملة من مصر، وذلك مقابل أجر شهري قدره سبعة آلاف نصف فضة.
وكانت الصداقة تربط بين هذين العالمين - وأحدهما مؤرخ والثاني شاعر - وبين عالم ثالث جليل هو الشيخ حسن العطار، يقول الجبرتي عن صديقيه: «فكانا كثيرا ما يبيتان بداري لما بيني وبينهما من الصحبة الأكيدة والمودة العتيدة، فكانا يرتاحان عندي ويطرحان التكلفات ... ثم يتجاذبان أطراف الكلام فيجولان في كل فن من الفنون الأدبية والتواريخ والمحاضرات ... وكانت تجري بينهما منادمات أرق من زهر الرياض، وأفتك بالعقول من الحدق المراض، وهما حينئذ فريدا وقتهما ووحيدا عصرهما ...»
21
وكانت أسرة العطار مغربية الأصل، كما كان أبوه عطارا، ولكن الشيخ حسن مال لدراسة العلم منذ الصغر، فشجعه أبوه على ذلك وأعانه، فشب شغفا بالعلم والبحث في كل غريب، وكان شخصية فذة، وامتاز على أقرانه بعقلية حرة ناضجة، فأحس بأن العلوم التي كانت تدرس في الأزهر حينذاك علوم فجة لا طائل تحتها، فدرس بنفسه علوم الهيئة والطب والفلك والرياضة، ومرن على استعمال الاسطرلاب وألف رسالة في كيفية العمل به وبالربعين المقنطر والمجيب، وكان يحسن عمل المزاول الليلية والنهارية.
22
Bog aan la aqoon