Taariikhdii Ilbaxnimada Islaamka (Qeybta Koowaad)
تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)
Noocyada
يضع الفتاة بألف ألف كامل
وتبيت سادات الجنود جياعا
ولو لأبي حفص أقول مقالتي
وأبث ما أبثثتكم لارتاعا
وقد كان عبد الملك من أكثر بني أمية بذلا للمال في سبيل تأييد سلطانه، فإن عامله الحجاج بن يوسف لما حاصر الكعبة وفيها ابن الزبير أمر رجاله أن يرموا الكعبة بالمنجنيق فتهيبوا، فجاء بكرسي وجلس عليه وقال «يا أهل الشام، قاتلوا على أعطيات عبد الملك» ففعلوا.
وكثيرا ما كان عبد الملك يرد أذى الأحزاب عنه بالمال، ينشره على الناس فيشتغلون به عنه، ومن ذلك ما فعله مع رجال عمرو بن سعيد بن الأشدق لما طمح بالشام دونه وخاف عبد الملك على نفسه فأمنه، واحتال في استحضاره إلى ديوانه وقتله غدرا، ثم علم أصحابه بمقتله فتجمهروا حول المجلس، وخاف عبد الملك العاقبة فأمر رجلا أن يرمي رأس عمرو إلى الناس، وأخذ ابنه عبد العزيز المال في البدر وجعل يلقيها إليها، فلما رأى الناس الرأس والأموال اشتغلوا بالأموال وتفرقوا.
وكان للمال تأثير أعظم من ذلك في أيام العباسيي، فإن سلطانهم كان يقوى ويضعف بنسبة ما يبذله الخليفة من الأموال للجند، وخصوصا لما استبد الأتراك في أمور الدولة فكانوا يبيعون نصرتهم بالمال، وكان إذا تولى الخليفة طالبوه بحق البيعة وقد يفرضون عليه رزق سنة أو غير سنة. (1-2) الدهاء والحزم
ومن الأسباب التي أيدت سلطان بني أمية أنهم كانوا يعولون في تأييده على الدهاء والسياسة والحزم، ولو كان فيها خرق لحرمة الدين أو إهانة لأهله، فإنهم قتلوا ابن بنت النبي، وضربوا الكعبة بالمنجنيق، ولعنوا ابن عم النبي وصهره على المنابر، وقتلوا من لم يلعنه، وسنعود إلى تفصيل ذلك في مكان آخر. (2) خلفاء بني أمية
قلنا إن معاوية جعل الخلافة وراثية في نسله، لكنها لم تتعد أولاده ولم يخلفه منهم إلا يزيد الذي بويع بولاية العهد في حياته، ولم يحكم إلا بضع سنين ارتكب في أثنائها أمورا كبارا في جملتها مقتل الحسين بن علي، ولما مات يزيد اختلف الناس على البيعة، وكان له ابن اسمه معاوية (الثاني) ولوه وهو لا يرى الخلافة حقا لهم، ومات بعد قليل، فبايع بنو أمية شيخا أمويا من غير بيت معاوية اسمه مروان بن الحكم سنة 65ه، تولى الخلافة بضعة أشهر ومات، ثم انحصرت الخلافة في نسله، وكل خلفاء بني أمية بعده من ولده أشهرهم عبد الملك بن مروان المتقدم ذكره تولاها من سنة 65-86ه. (2-1) عبد الملك بن مروان وابنه الوليد
ولعبد الملك ذكر حسن في تاريخ التمدن الإسلامي، لأنه عمم اللغة العربية في دواوين الممالك الإسلامية، وكانت لا تزال إلى أيامه تكتب بلغات أهلها ويتولاها أناس من الوطنيين فالديوان المصري كان يكتب بالقبطية ويتولى أعماله جماعة من قبط مصر، والشامي يكتب باليونانية وأموره بأيدي أناس من نصارى الشام، والعراق بالفارسية ويكتبه بعض أهل العراق، فأمر عبد الملك أن تكون كلها بالعربية وسلم مقاليدها إلى المسلمين، ولا يخفى ما كان لهذا العمل من التأثير العظيم في تأييد الدولة الإسلامية، لأنه جعل اللسان العربي لسانا عاما في سائر أنحاء المملكة، فأصبح أهلها بتوالي الأجيال وقد نسوا جنسياتهم وصاروا يعدون أنفسهم عربا، وساعد على ذلك أن العربية هي لغة الدين أيضا.
Bog aan la aqoon