Taariikhda Tabaristaan

Axmed Maxamed Nadi d. 1450 AH
19

السحر وقلائد الدر" للإمام" أبو الحسن بن محمد اليزدادى" وقد ألفها باللغة العربية على نحو لا يتيسر معناها إلا لمن بلغ الغاية فى علم البلاغة ، حيث كان غرضه الفصاحة فى العبارة والتأنق فى الاستعارات ، وليس لبيان الحكايات والروايات ، فلما أدركت أنه فرض فى استيعاب أنواع العلوم من بين مشاهير جماهير" طبرستان" ، وأنه مصنف لكتب كثيرة فقلت بقريحة جريحة وفكرة غير صحيحة وقلب مفعم بالغبار وعين دامعة بالعبرات :

وأضحى ذكرهم لذوى الأمانى

ضلالا فيه قد تاهوا وهاموا (1)

فقصرت بحمل الهمة والنية على أن أترجم ذلك الكلام ، وأن أورد طرفا من ذكر مناقب ومعالى الملك" حسام الدولة أردشير" وأسلافه العظام وأخلاقه ذوى القدر ، عسى أن يتحقق قضاء حقوق تربيته ومواهب عطيته ، لكن بقدر الإمكان والوسع الذى مثل نمل سليمان وأرجل الجراد ، ولو أن الاعتراف بفضله أولى من الإغراق بوصفه ، فإن الإخبار عن محل النجوم بل فلك الأفلاك كما هى (عليه) متعذر.

ولما انتهيت من ترجمة الكتاب خلال عدة أيام وليال ، عرضته على السادة والعلماء الذين كانوا أغصان أعلام المآثر ورافعى أعلام المفاخر ، وكانوا لى إخوان الصفا ورفاق الوفا أصحاب المنظر البهى والمخبر الرضى ، والصدر السليم والقدر العظيم والشفيق الشقيق لا رفيق الرصيف ، فكنت طيلة هذه الفترة معهم فى حديث محاورة ونعمة مجاورة بحيث قالوا :

ولى صاحب ما خفت مكروه طارق

من الأمر إلا كان لى من ورائه (2)

وقلت لهم ما قاله السابقون :

لا تعرضن على الرواة قصيدة

ما لم تبالغ قبل فى تهذيبها (3)

وأنتم تعلمون أن للكلام (الحديث) طبقات وطرقا ومذاهب وليس للطائف ظرائفه ولا نفحاته المتأرجة ولا صفحاته المتبرجة نهاية ، ولو أنى أزين هذه الحكاية العارية والتى صدرت عن كرب حازب وهم لاذب بالزينة المستعارة ، لكان من الممكن أن يكون لهذه الأسماء خاطب ، ولكنها لعقلاء مخاطبا واتفق الجميع على أنها نفاق للإنسانية بلا شائبة ، نفست عن المكروب وأهديت الروح والراحة إلى القلوب ، وقوى رأى بمدد

Bogga 23