Taariikhda Tabaristaan
Noocyada
** " الإصفهبد المعظم علاء الدولة الحسن بن رستم بن على"
على الرغم من قرب عهده فلم يكن مخفيا أن سخاوءه وسياسته كانت قد تجاوزت منزل الكمال قدر فرسخ بحيث لا يعد البحر والمنجم بجواره إلا أمرا ضئيلا ، ولم يترك من خصال الرجولة والشهامة شيئا قط دون أن يتحلى به ، وأنه كان صاحب جراءة وغرور بحيث لم يكن العالم وأهله شيئا يذكر أمام همته ولهذا السبب فقط كان هو وأتباعه فى موضع الأذى والضر ، وسيأتى شرح ذلك وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه ، وحينما انتقل الخوارزمشاه الكبير العادل آيل أرسلان إلى رحمة ذى الجلال استرد السلطان ، صاحب قران تكش خوارزم من شقيق السلطان وبحكم الصداقة والمودة التى كانت لأبيه لجأ هو ووالدته إليه ، وجاء الأصفهبد إلى تميشه وبعث إليهم جميع العمال والنواب بالهدايا والتحف من جيلان وحدود الرى وقد مد لهم مائدة بمسافة فرسخ من صحراء كنجينه حتى أسبيد دارستان وأجمع ذوو الرأى على أن مثل هذه المائدة لم تمد فى عهد شخص من الملوك منذ قيام العالم ، وسوف نذكر هذه الحكاية برمتها فى مواضع أخرى.
** " الإصفهبد الأعظم حسام الدولة والدين أبو الحسن أردشير بن الحسن"
كانت قواعد الدين به مشيدة وسواعد اليقين به مؤيدة ، كان فى تدبير المناقب وتحصيل المناقب صاحب رأى وروية ، وكان كثير القدر والجاه ، أيامه روضة الدهر وزهرة العصر ونزهة العمر وفرحة العيش وبلاطه موئل الأماثل ومنزل الأفاضل ومجلسه مجمع أصحاب الدراية ومقصد أرباب الرواية وفى حقهم كانت مواهبه رغائب ومنحه لهم غرائب ، آثاره المختارة وأخباره المحمودة أساس دعائم العالم وقلادة أجياد بنى آدم شيمه طاهرة ، ومكارمه ظاهرة ، ومفاخره باهرة ، ومآثره زاهرة ، هو مثل النهار كالبدر المشهود وبالليل كالقدر مع النور ، حكم لمدة خمسة وثلاثين عاما وطبرستان بعهده آمنة كحرم مكة وقبلة للأمم كالكعبة ، وفى عام 571 بعد وفاة الأتابك محمد بن إيلدكز كتب السلطان العظيم طغرل بن أرسلان والذى حدث خلاف بينه وبين أخيه قزل أرسلان إلى الملك العظيم :
إذا أغلقت أبواب قوم أراذل
فبابك مفتوح وليس بمرتج
وطلب اللجوء إليه وكان" الشاه أردشير بن بابك" قد أقام معسكرا بقرية" فلول لارجان" وبعث بجميع الإصفهابدة من الأمراء والمعارف إلى الرى ليكونوا فى استقباله
Bogga 122