96

Taariikh Siin iyo Carab

تاريخ سينا والعرب

Noocyada

وأما «العبية» فقالوا في سبب تسميتها: إن فارسا بدويا في القديم فر من وجه أعدائه، فطاردوه أميالا فنجا منهم بسرعة فرسه، وكان للفرس مهرة تتبعها، فظن الفارس أنها تخلفت عن أمها وصارت في حرز الأعداء، فلما صار في مأمن منهم التفت وراءه فإذا بالمهرة بجانب أمها تسترها عباءته فسماها العبية!

وهم حريصون على أصل خيولهم حرصهم على أصل إبلهم وأزيد، فلا يسمحون لأحجار الخيل غير مشهورة الأصل أن تعلو أصائلهم، قالوا: وأجرة الحجر ريال مجيدي وملء مخلاته شعيرا، وهم يبيعون الذكور من خيلهم المؤصلة بيعا باتا، وندر بيعهم الإناث كذلك، بل قد يبيعون النصف ويحفظون لأنفسهم النصف الآخر، وفي هذا البيع يتناوب الشاري والبائع قنية الفرس، ويتقاسمان نتائجها، فكل منهما يقتنيها سنة ويكون للشاري منها نتيجة وللبائع نتيجة، وإذا اختلف الجنس في النتائج كان لكل منهما النصف من كل نتيجة، ولكن غالب بيعهم للإناث الأصائل بشرط أن يعطي الشاري البائع مهرتين من نتاج الفرس، والشاري بهذا الشرط لزمه ألا يطلق عليها إلا الأصائل، وإلا فإذا أطلق عليها الأحجار غير الأصائل لزمه نتاجها، ويكون تسليم الشاري المهرة للبائع بعد الفطام، ومدة الرضاعة عندهم مائة ليلة، فإذا ماتت المهرة في عشرة الأيام الأولى كانت بحظ الشاري، وإذا ماتت بعدها كانت بحظ البائع، لذلك متى بلغت المهرة سن العشرة الأيام أشهد الشاري شاهدين عدلين، أن المهرة بلغت هذه السن وهي سليمة لا عيب فيها، وقال: «من بختي» لصاحبها.

وقد وجدت في كحائلهم لين الظهر، وسهولة القياد، وخفة الحركة، وسرعة الجري، ولكنها في الغالب صغيرة الجسم نحيفة البنية، وهي جميلة الرأس قبيحة المؤخر.

هذا والبدو في صحرائهم يفضلون ركوب الهجن على ركوب الخيل؛ لأنها أصبر على العطش والحر، وأريح للركوب، ومن ذلك قولهم:

قولوا لأبو زيد ما يركب «الرمك»

الهجن أصبر ع السري والقوايل

ولكنهم يفاخرون بركوب الخيل، ويعدون ركوبها أشرف من ركوب الإبل، قالوا: زار بدوي بنتا له كان قد زوجها إلى غني فافتقر، وجرى ذكر الخيل، فقال الأب لصهره ناصحا:

لا تخل مالك قرن ماعز

ولا بقر يجفلها الصفير

عز المال «سابق» تحت وركك

Bog aan la aqoon