132

Taariikh Siin iyo Carab

تاريخ سينا والعرب

Noocyada

وقد دل هذا السجل أنه كان في القلعة: حامية من العساكر الطوبجية، عليها ضابط يرجع في أموره إلى القائد العام في السويس، ومدير مؤن العساكر، ومحافظ إداري على العربان، وقاض على المذهب الحنفي يعينه قاضي السويس، وكاتب، وأن السجل نفسه كان بيد القاضي وكاتبه، قال ثقات مدينة الطور: فلما خربت القلعة استولى على السجل راهب سوري من رهبان دير سيناء يدعى ملاتيوس، كان وكيلا للدير في مدينة الطور، وكان العرب والرهبان يرجعون إلى هذا السجل كلما اختلفوا على ملكية أراضيهم وحدودها، لذلك سمي «كتاب الأم».

وتوفي الراهب ملاتيوس نحو سنة 1860، فتولى وكالة الدير مكانه الخواجة قسطنطين عنصرة، وآل «كتاب الأم» إليه، وتوفي هذا سنة 1898، فآل السجل إلى ابنه إلياس، ثم إلى حفيده ديمتري سنة 1903، وقد اتصل بي خبر هذا الكتاب اتفاقا من راهب في دير سيناء، فتطلبته حتى وجدته عند ديمتري عنصرة المذكور في مدينة الطور في أبريل سنة 1907، واتفق وجود مدير خزينة دير سيناء هناك في ذلك الحين، فرغب إليه مشايخ الطورة كافة في حفظ هذا الكتاب، فحفظه في خزانة وكالة الدير بمدينة الطور للرجوع إليه عند الاقتضاء.

وفي هذا السجل 567 ورقة بقطع هذا الكتاب، كلها ملأى بالكتابة حتى إنه لم يبق فيها موضع لكتابة سطر واحد، وهي نثار غير مجلدة، ولكنها محفوظة بغلاف متين من جلد. ولغة الكتاب العربية، وفيه بعض نصوص بالتركية واليونانية، وأقدم تاريخ فيه 9 شوال سنة 1001ه، وأحدث تاريخ غرة ربيع أول سنة 1267ه ؛ أي من سنة 1592م إلى 16 مارس سنة 1851م، فتكون مدة استعماله 259 سنة، وعمره الآن 322 سنة، ولكن يظهر أن هذا السجل بقي معمولا به في القلعة إلى سنة 1242ه/1826م، وهو تاريخ خراب القلعة أو هجرها، واستمر الراهب ملاتيوس والخواجة عنصرة من بعده على إحيائه، فكان آخر ما سجل فيه بيع نخل في وادي فيران اشتراه شيخ العرب جمعة ابن نصار أبو منجد العارمي، من بايعه المكرم سالم بن حسن النمر العارمي في 13 جمادى الأولى سنة 1276ه/16 مارس سنة 1851م.

وهذه أمثلة مما حواه هذا السجل العجيب، وله علاقة بموضوعنا: (1) حضر إلى مجلس الشرع الشريف أحمد بن محمد طبجي باشا، وأحضر الراهب زخريا والراهب مقارية الأقلوم، وادعى عليهم أنهم اشتكوا منه إلى مولانا القبطان «بالسويس»: «إني ظلمتهم وتعديت عليهم واشتكيتهم»، فسئل الرهبان المذكورون فأجابوا: ما اشتكينا منك ولا ظلمتنا، ولا لنا عليك حق، ولا سحق، ولا دعوى، ولا طلب. فبموجب اعترافهم هذا لم يثبت لهم على المذكور أحمد طبجي باشا حق ولا ظلم، ولا شيء قل أو جل. ثبت مضمون ذلك لدى الحاكم الشرعي المشار إليه أعلاه ثبوتا شرعيا مستوفيا شرائطه الشرعية وموجباته المحررة المرعية، تاريخ يوم الأربع تاسع شهر شوال سنة واحد بعد الألف. ا.ه.

9 يوليو سنة 1593م (2) ادعى عبد الكريم وكالة عن أخيه صالح، على عيسى بن يعقوب القندلفت، أنه قال له: يا، يا سدس، يا ابن، وضرب أمي، فسئل مسئوله فأجاب بالإنكار، فطلب منه (من عبد الكريم) البيان، فجاء بشهود وهم عازر بن سقر وفهد بن عازر، فبموجب شهوده ثبت عليه (على عيسى بن يعقوب) التعزير، فعزره الحاكم الشرعي وثبت مضمونه لدى الحاكم، وحكم حكما صحيحا شرعيا، تاريخ يوم الجمعة سابع عشر شهر شوال سنة واحد بعد الألف. ا.ه.

17 يوليو سنة 1593م (3) نقلت من حجة من عند الآغا علي بن إسكندر، النائب بقلعة الطور المعمور، على يد القاضي محمد بن القمني مضمونها:

بتاريخ أحد عشر شهر رجب الفرد، سنة أحد بعد الألف/13 أبريل سنة 1593م.

مكتوب قدوة الأمراء الكرام، عمدة البلغاء الفخام، المختص بعناية الملك العلام، الأمير خضر بك قبطان بندر السويس ولواحقه إلى المقر الكريم العالي الآغا علي الدردار بقلعة الطور المبارك، ومن مضمونه أنه ورد علينا مثال عال من الديوان العالي من حضرة مولانا أحمد باشا، جمع معه من الخيرات ما يشاء من مضمونها مسك شيخ العرب مرعي بن يحيي السليماني - من أولاد سليمان - شيخ الدرك ببندر الطور المعمور؛ لأنه من أهل الفساد وأهل الحرام، ووالس على قطع حبال مركب الوزير حسن المتولي باليمن وغيرها، وأن له سوابق ولواحق من مكاسر عباس ناصر ومن جميع المكاسر، واقتضى الحال مسكه وإرساله إلى مصر لمن له ولاية ذلك، قوبل ذلك بمزيد السمع والطاعة، وأمر الآغا علي المذكور رئيس طائفة العرب هو وجميع الطائفة بمسكه ويؤدونه الحصار الخنكاري ... فمسكه وحبسه في الحصار، وخشبه بالخشب والحديد، وقفل عليه الباب من داخل الحصار وأقام الحرس عليه، إلى أن طلع النهار وغفله ساعة وحدة، وإذ فك الحديد والخشب، ونزل من السور، وفر هاربا وللنجاة طالبا، فتكاثر العياط والزعاق، وخرج الآغا علي ماشيا يجري خلفه هو وطائفته ولحقوا به، وإذا بعبده أدركهم واعترضهم بقوس النشاب والمزراق، ورمى بالنشاب على عسكر السلطان، فببركة الله تعالى لم يصبهم منه شيء، ونصر الله عسكر الإسلام، وأطلعوه من البحر وأتوا به إلى، المذكور، وأرسله إلى الأمير القبطان بالسويس، وأرسل صحبته من يوصله من طائفته إلى أن دخل، تاريخ ما كتبت هذه الواقعة يوم ثالث شهر محرم سنة اثنين بعد الألف. ا.ه.

29 سبتمبر سنة 1593م (4) ورد مكتوب من مولانا القبطان ببندر السويس، وذكر أن للشيخ العالم العلامة شيخ الإسلام زين العابدين في الطور ثلاث فرد فول مدشوش تأخرت عن المويلح، وتسلمها الآغا عابدين أمانة عنده، يدفعها لعيسى بن حرز الله بن نصر النصراني الصيرفي، فسلما الآغا عابدين إلى عيسى بن حرز الله بمعرفة الحاكم الشرعي، مما جرى ذلك في تاريخ يوم الجمعة رابع ربيع الأول سنة ثلاثة بعد الألف من الهجرة النبوية «ثلاثة شهود».

17 نوفمبر سنة 1594م (5) ويستفاد من نص في هذا السجل مؤرخ 2 محرم سنة 1004ه/7 سبتمبر سنة 1595 أنه كان بالطور جامع، وأن قد جمع من أوقافه «مبلغ ذهب جديد 54.» (6) سبب تحرير الكتاب، وموجب تسطير الخطاب، هو أن سيدنا ومولانا القاضي الأكمل، مولانا أفندي داود - حفظه الله تعالى - أقام الجناب الكريم الأمير أحمد كتخدا، المعين على جماعة العرب ببندر الطور، أمينا على بعض ما يتحصل من محصول مولانا قاضي العسكر بالديار المصرية لطف الله به آمين، وأن يحاسب القاضي علي بن جحي على معلوم شهر ربيع أول وربيع ثاني من حجج وسجلات، وعوائد الزعايم (المراكب) المتوجهة إلى المويلح وغيرها، وأن يقبض المتحصل مولانا أحمد كتخدا المشار إليه وجميع ما يتحصل يضبطه جهته، ويرسله إلينا سريعا من غير تأخير، وألا يعمل شيء إلا بمعرفته، يكون ذلك في شريف علمكم الكريم مما جرى ذلك وحرر تحريرا في مستهل شهر جماد الثاني سنة خمس بعد الألف. ا.ه.

Bog aan la aqoon