وفي جناحيه:
صفان من «الحزاءات» أو المنازل للحجاج، في كل صف عشرة؛ فالتي إلى اليمين مبنية بالحجر، وقد خصت بالحجاج القادمين من جدة، والتي إلى اليسار مجهزة بالخيام، وهي للحجاج القادمين من ينبع، وهي تأوي آلافا من الحجاج في وقت واحد.
وفي بدنه:
بئر عذبة الماء غزيرته تدعى «بئر مراد»، وقد ركب عليها وابور لرفع الماء، ومنها يشرب أهل المحجر ومدينة الطور، وحديقة متسعة من النخيل وأشجار الفاكهة، ومنزل لناظر المحجر، ومنزل للمأمور، ومخزن للخيام، ومكتب للإدارة.
هذا وتخترقه سكة حديد ضيقة من رأسه إلى قدمه، تنشأ من البحر من آخر حد الجرف المرجاني، وتمر بالمباخر والحزاءات وجميع المراكز الرئيسة في المحجر إلى أن تنتهي بمعزل الموبوئين، وخارج المحجر منزل الرئيس وخزانات الماء.
وكانت السردارية المصرية قد مدت إلى مدينة الطور خط التلغراف من السويس سنة 1897، وأسست مصلحة البريد فيها فرعا سنة 1900، فلما تم نظام المحجر سنة 1907 نقل التلغراف والبريد إليه، وجعلا عند مدخله كما ترى في الرسم.
وكان البريد قديما يحمل بالبر على الهجن، فلما انتظم المحجر وأسست مصلحة البريد فرعا في مدينة الطور، صارت تمر بها مرة في كل أسبوع باخرة من بواخر الشركة الخديوية في السويس، وذلك في ذهابها إلى سواكن وجدة وفي رجوعها منهما، وفي موسم الحج يساعد على نقل البريد سفينة بخارية خاصة تمخر بين الطور والسويس مرتين في الأسبوع، وللمحجر في موسم الحج خفر داخلي من البوليس يأتيه من مصر، وخفر خارجي من البوليس وبدو الطورة، وفي نظارة الداخلية في القاهرة قلم للمحاجر المصرية يخص بالعناية محجر الطور، ورئيس هذا القلم الهمام النشيط حسن بك شوقي.
وأما «مجلس الصحة البحرية والكورنتينات» فمركزه الإسكندرية، وسكرتيره العام النبيل المقدام جورج زنانيري باشا، وقد أصدر هذا المجلس في 19 فبراير سنة 1914 إحصاء عن الحجاج الذين دخلوا محجر الطور من سنة 1900 إلى سنة 1914، فكان عددهم 358341 حاجا، وهم: 76076 عثمانيا، و152683 مصريا، و18787 جزائريا، و7677 تونسيا، و11709 مراكشيا، و822 بوشناقيا، و6268 عجميا، و78788 روسيا، و5531 من أمم مختلفة.
ويؤخذ من هذا الإحصاء: أن الحج اعتبر نظيفا من كل داء في كل تلك المدة مرتين فقط؛ أي سنة 1901 وسنة 1904، وأنه اعتبر ملوثا بالهواء الأصفر في سني 2 و8 و11 و12 و1913، وبالطاعون في السنين الأخرى، وأن الذين مرضوا داخل المحجر في تلك المدة بلغ عددهم 11165 حاجا، منهم 10994 أصيبوا بأمراض عادية، و164 بالهواء الأصفر، و7 بالطاعون، شفي منهم 8117 وتوفي 3048، وأن أقل عدد دخل المحجر من الحجاج كان في سنة 1903، دخله فيها 11266 حاجا، وأكبره كان في سنة 1907 دخله فيها 43271 حاجا، ودخله هذه السنة 26426 حاجا. (ب ) الكروم الجديدة أو المنشية
هذا وقد شملت أرض المحجر بلدة قديمة تدعى «الكروم» من بناء عساكر قلعة الطور في الأرجح، سميت كذلك؛ لكثرة «كروم» النخيل فيها، وقد اشترتها الحكومة المصرية من أهلها سنة 1905، ففي تلك السنة انتدبت ثلاثة من موظفيها: لينان بك مندوبا عن المالية، والدكتور زكار يادس بك مندوبا عن مجلس الصحة البحرية والكورنتينات، والمؤلف مندوبا عن الحربية، وعهدت إليهم أن يقدروا أثمان الحدائق والمنازل في بلدة الكروم، فقدروها ب 113,120 غرشا أميريا عدا حديقة متسعة من النخيل وأشجار الفاكهة لرهبان دير سيناء، فقدروها بألف جنيه مصري، فصدقت الحكومة قرارهم ونقدت الأهلين أثمان حدائقهم ومنازلهم، وأعطتهم بدل أرضهم أرضا شرقي بندر الطور على نحو نصف ميل منها، فبنوا فيها بلدة، وبنت الحكومة لهم فيها جامعا فخما بمنارة، سموها الكروم الجديدة، أو المنشية، أو «منشية عباس». (ج) مسيعط
Bog aan la aqoon