أما مدينة الطور فهي بندر بلاد الطور، وقد قامت على ساحل خليج السويس على 125 ميلا من مدينة السويس منذ آلاف من السنين، وقيل إنها من عهد الفينيقيين، وبيوت المدينة نفسها لا تزيد عن الثلاثين بيتا لاصقا بعضها ببعض كأنها بناء واحد، وأهمها، في الجنوب مركز لرهبان دير سيناء يشمل كنيسة، ومدرسة للصبيان، ومنازل استراحة للرهبان وزوار الدير.
شكل 1-1: مدينة الطور.
أما الكنيسة فقد بنيت على اسم «مار جرجس» سنة 1875م، على أنقاض كنيسة قديمة ترجع في تاريخها إلى سنة 1500م أو أبعد، وقد رأيت فيها أيقونة للقديسة كاترينا تاريخها سنة 1779م، وأيقونة لمار جرجس تاريخها سنة1780م.
وأما المدرسة فقد أسست منذ سنة 1897، وقامت بمال الدير، وفيها نحو 40 تلميذا من أبناء مدينة الطور وباديتها، يدرس فيها الآن أنيس أفندي الخوري من أدباء اللبنانيين وراهب من رهبان الدير، يدرسان مبادئ العربية والإنكليزية واليونانية والحساب والجغرافية.
وإلى جنوبي مركز الدير منازل لناظر الطور وكاتبها وبوليسها، ومنزل لمفتش الجزيرة بني سنة 1911 على تل صغير، وحفرت بجانبه بئر عمقها 12 مترا.
وفي شمال المدينة جامع صغير بمنارة من عهد المغفور له توفيق باشا خديوي مصر السابق، وقد ضم مقاما قديما للشيخ الجيلاني.
وسميت المدينة بالطور نسبة إلى طور سيناء الذي هو أشهر جبالها كما مر، وكانت تسمى قديما «ريثو» وبقيت معروفة بهذا الاسم إلى القرن الخامس عشر للمسيح. (أ) ميناء الطور
ولهذه المدينة ميناء حسن له جرف مرجاني يمتد عشرات من الأمتار تحت الماء، حتى لا يمكن للسفن البخارية الاقتراب من البر بسببه، وهو ضيق جدا لا يسع إلا السفن الصغيرة، ولأهل المدينة فيه نحو 30 مركبا شراعيا تستخدم في نقل الحبوب والبضائع من السويس وجدة، ونقل حجارة البناء من بر أفريقيا، وفيه ورشة لبناء المراكب.
هذا والسفر في خليج السويس بهج نزيه إلى الغاية، يرى المسافر فيه بري آسيا وأفريقيا عن جانبي الخليج، كما يرى المسافر في النيل جانبي واديه، ويرى من مدينة الطور جبل جمسة يطل عليه من الغرب من عبر البحر، وجبل أم شومر وجبل سربال يطلان عليه من الشرق والشمال الشرقي من وراء سهل القاع، فلا تطلع الشمس ولا تغيب إلا يرى من جمال الطبيعة وعظمتها ما ينطق لسانه بحمد باريها. (1-2) ضواحي مدينة الطور
ولمدينة الطور من الضواحي العامرة: «محجر الطور، وقرية المنشية أو الكروم الجديدة، ومسيعط، وقرية الجبيل، وحمام موسى، ووادي الحمام.»
Bog aan la aqoon