وكان درك اللحيوات في درب الحج المصري من مطلة نخل الشرقية إلى العقبة، ولكن عرب الحويطات العلويين القاطنين العقبة منذ عهد بعيد يقولون إنهم كانوا يتسلمون محمل الحج المصري من اللحيوات «من رجم الدرك» في رأس نقب العقبة، وإنهم اشتروا هذا الحق من الترابين الذين سكنوا العقبة قبلهم.
ومشايخ اللحيوات كلهم من بدنة النجمات ذرية نجم بن سلامة بن غانم بن شوفان بن سعد صادق الوعد، وكان نجم هذا هو أول من أخذ «الصرة» من الحكومة المصرية لحماية طريق الحج، وهو مدفون عند بئر الصني على 16 ميلا شرقي المربعة، ومات عن أربعة أولاد، علي وحمدان وعليان وسالم.
وخلفه على مشيخة اللحيوات ابنه «علي» فقتل في القاهرة خطأ، قيل دخل القلعة وهو راكب فرسه فناداه الديدبان «أن قف»، فلم يلتفت إلى النداء استصغارا لشأن الديدبان، فرماه بالرصاص فقتله، فأضافت الحكومة أربعة جنيهات إلى صرة النجمات لهذا السبب، ولا زالت تضاف إلى صرتهم إلى اليوم، وفي أيام علي هذا شبت حرب بين اللحيوات والسواركة سيأتي ذكرها في باب التاريخ.
وخلفه أخوه «حمدان» فاشتهر بالصلاح والتقوى، وله قبر في جبانة الشوافين عند ثميلة الردادي يزوره اللحيوات كما مر.
وخلفه «مسمح بن عليان بن نجم»، فتولى مشيخة القبيلة مدة طويلة ومات ابن ثمانين سنة، وفي أيامه حالف اللحيوات الترابين ونصروهم في حربهم المشهورة على السواركة سنة 1856م كما سيجيء.
وتولى المشيخة بعده ابنه «عليان» فمات في سن الخمسين.
وخلفه على المشيخة «سليمان بن سالم بن نجم» الملقب بالقصير لقصر قمته، ولما بلغ سن الثمانين تنازل عن المشيخة لابنه علي المشهور «بعلي القصير»، وتوفي علي سنة 1910، وتولى المشيخة بعده أخوه «عليان» وهو شيخ اللحيوات الحالي.
الحويطات:
وأما الحويطات فمنهم في بلاد التيه شراذم من بدنات شتى، جاءوها حديثا من مصر والحجاز، وأقدمهم فيها الدبور، وهم يتجرون بالحطب والفحم مع السويس، وشيخهم الحالي سعد أبو نار، وكان قد دخل سيناء جماعة من بدنة الفحامين، فنشب بينهم وبين التياها خصام، فعادوا إلى جزيرة العرب سنة 1906.
وتمتد بلاد الحويطات من «طاسة العلو» تجاه الإسماعيلية إلى وادي غرندل شمالا وجنوبا، ومن جبيل حسن إلى البحر الأحمر شرقا وغربا، وأشهر مراكزهم: بئر مبعوق وبئر المرة في وادي الراحة، وعين سدر في وادي سدر.
Bog aan la aqoon