228

============================================================

التاريخ العالح امسير عمرو بن العاص الى مصر) ولما تمهدت لعمر بلاد فلسطين والأرض المقدسة وضرب الجزية على أهلها ر عمرو بن العاص إلى مصر في جمع كثير من المسلمين فتح مدائن كسرى وفي هذه الستة فتح سعد بن أبي وقاص بهرسير(11، ثم عبر هو والمسلمون دجلة منها إلى المدائن، واستولى على آموال كسرى وذخاثره، فيقال: إنهم وجدوا من المال ثلائة آلاف ألف دينار، ووجدوا ببيوته قبابا(1) مملوءة سلالا مختمة بالرصاص، فيها آنية الذهب والفضة، ووجدوا بيتا مملوءا كافورا فظته الملمون ملحا، فاستعملوه في العجين فمرر الخز، ووجدوا تاج كسرى وثيابه الديباج المتسوجة بالذهب والجوهر، وادراع كسرى ومغافره، ووجدوا خمسة أسياف للفرس، لكل ملك سيف، ووجدوا ستر الايوان، فخرقه سعد، فخرج منه ألف ألف مثقال ذهب، مبلغ قيمة المثقال عشرة دراهم، ووجدوا بساطأ من حرير يسعى القطف، طوله ستون ذراعا، في عرض مثله، فيه صور وفصوص كالأنهار، وفي حافاته كالأرض المزروعة بقلا وكلأ على شكل نبات الربيع بالذهب والفصوص والفضة، لما وصل إلى عمر قطعه وتتمه بين الناس، فأصاب عليا عليه السلام منه قطعة باعها بعشرين الفا، لم تكن بأجودها(2).

فسحان من أيد هذه الملة وآتاها من النصر على عدوها ما لم يؤت غيرها من الملك، وثم بذلك قول رسول الله : "والذي تقسي بيده لينفقن كنوزها في سبيل الله"، يريد كنوز كسرى وقيصر.

وقعة جلولاء وفي هذه السنة كانت وقعة جلولاء مع الفرس، فهزمهم الله تعالى ونصر الملمين عليهم(4)، وانهزم ملك الفرس يزدجرد بن شهريار، ولجا(5) إلى فرغانة والترك، وهو آخر ملوكهم(1،.

(1) الكامل 447/2، 348.

(2) في الأصل: "فباب" .

(3) الطبري 21/4، 22، الكامل 242/2- 45، تهاية الأرب 429/19، تاريخ الإسلام (عهد الخلقاء) 159 البداية والتهاية 17/7 (4) خبر وقعة جلولاء في: تاريخ خليفة 137، والأخبار الطوال 127، وفتوح البلدان 324، والطيري 24/4 - 26، والبدء والتاريخ 178/5، والكامل 345/2، 346، ونهاية الأرب 19/ 43، 141، وتاريخ الإسلام 160، والبداية والنهاية 29/7.

(5) في الأصل: وولحن.

(1) الإنباء 17

Bogga 228