Taariikhda Suldaanada Cusmaaniyiinta
تاريخ سلاطين بني عثمان
Noocyada
ثم جهز السلطان جيشا كثيفا سيره إلى فتح قلعة كريت تحت قيادة أحمد فاضل باشا، ولما دنا منها انضم إلى الجنود التي كانت محاصرة تلك الجزيرة من نحو 22 سنة، وفي تلك الأثناء أرسل السلطان خطا شريفا إلى أحمد فاضل باشا يستنهضه إلى الإسراع لفتح الجزيرة، فشدد الحصار عليها، ومن شدة ما تضايقت جمهورية ونديك حاكمة الجزيرة المذكورة استنجدت بملوك الإفرنج، فأنجدتها دولة فرنسا وحكومة البابا ومالطة، فأرسلوا لها عددا كثيرا من المراكب والجنود، وبعد مواقع كثيرة استظهرت عليهم العساكر العثمانية، وقتلت القائد الفرنساوي، واستولت على الجزيرة استيلاء تاما. وبعد ذلك توفي أحمد باشا، وعين بدلا عنه مصطفى باشا.
وفي رمضان من سنة 1084، ولد للسلطان ولد سماه أحمد، وافتتحت الدولة في السنة ذاتها جملة مدن وقلاع، وحاربت ملوك الإفرنج وقهرتهم، وفي سنة 1092، جرد مصطفى باشا عسكرا حارب به دولة النمسا فقهرها، وزحف على بلادها حتى بلغ ويانه وحاصرها، وإذ ذاك حضر ملك بولونيا لإغاثة النمسا، فهجم على عساكر الدولة بغتة فغلبهم وقهرهم وشتتهم، وحينئذ انهزم مصطفى باشا إلى بلغراد. وبعد هذه الحروب نشط الأعداء في كل الجهات، وجاهروا بعدوان الدولة، فزحفت عساكر النمسا إلى إستراغون وبودن وبوسنه، وعساكر مشيخة البندقية تقدمت نحو الهرسك والموره والأرناءوط، وطفق البابا إينوشنسيوس الحادي عشر يحرض أهالي أوروبا على طرد المسلمين من بلادهم، فطردوهم من بلاد المجر والبغدان وسواحل البحر الأبيض ودلماسيه وباقي الجهات. ولما بلغ السلطان ذلك ساق الجنود وأنجدهم بالمهمات والذخائر، فلم يستطيعوا الثبات والمقاومة؛ لأن عساكر الأعداء استظهرت عليهم في جملة مواقع وقتلت معظمهم. وفي نهاية حكم هذا السلطان حصل قحط في بلاد الدولة أهلك نصف سكانها، وحدث حريق في إسلامبول دمر فيها عدة منازل، وكان السلطان إذ ذاك يتلاهى في الصيد والملذات، فثار عليه وجاق الأليكشارية وخلعوه، وأقاموا في سنة 1100 أخاه السلطان سليمان مكانه. وفي سنة 1104 توفي ودفن في تربة أجداده.
السلطان العشرون
السلطان سليمان الثاني ابن السلطان إبراهيم
ولد عام 1052 للهجرة، وجلس على عرش السلطنة عام 1099ه، وذلك أنه بعد خلع السلطان محمد دخل عليه الصدر الأعظم مصطفى باشا في مكان سجنه وناداه: «يا سلطاننا»، فلم يجب خوفا من سوء العاقبة، وبعد ذلك تقدم نحوه وأطلعه على واقعة الحال، ففرح وشكر الله وجلس على كرسي الملك وهو في السابعة من سنه، وبعد ذلك تجمعت عساكر الأليكشارية والسباهية في فسحة آت ميدان، وطفقوا يقتلون ويولون الأحكام من يريدونه، فأخمد السلطان هياجهم بتفريق الأموال، لكنهم نهضوا بعد مدة قليلة وقتلوا سياوش باشا الصدر الأعظم، ونهبوا منازل الوزراء وما تركوا منكرة إلا فعلوها، فلما ضاق ذرع الأهالي وما عاد في إمكانهم احتمال تلك الأفعال الوحشية، أخرجوا السنجق النبوي وهجموا عليهم، فشتتوا شملهم، وقتلوا معظمهم، وقد اغتنمت دولة النمسا تلك الفرصة التي بها كانت الدولة العلية مرتبكة في داخليتها، وزحفت بجنودها على ولايتي بوسنه وهرسك، فاستولت عليها، وافتتحت قلعة بلغراد وجملة بلاد، وهجمت أيضا مشيخة ونديك على مدينتي مدره وكرقه وغيرهما من مدائن الدولة.
وفي أواخر عام 1099ه، حاربت الدولة حكومة النمسا فكسرتها واستردت ما انتزعته منها من البلاد، وفي سنة 1101ه، عين مصطفى باشا الكوبرلي للصدارة العظمى، فسعى في سن القوانين الملائمة لطبائع الأهلين، ورفع المظالم عن عاتقهم، وأجرى التحسين الكافي في الأحوال المالية والإدارية، ونظم الجنود، وبعدئذ سار لمحاربة النمسا، ففتح مدائن ويدين سمندره وبلغراد، وشتت شمل الأعداء.
وفي عام 1102ه، توفي السلطان في أدرنه، ونقلت جثته إلى إسلامبول، وهناك واراها التراب في تربة السلطان سليمان القانوني.
عاش خمسين سنة، قضى منها على تخت السلطنة ثلاث سنوات. أسكنه الله فسيح جناته.
السلطان الحادي والعشرون
السلطان أحمد الثاني ابن السلطان إبراهيم
Bog aan la aqoon