Taariikhda Saxaafadda Carabta
تاريخ الصحافة العربية
Noocyada
ولما ثقلت عليه وطأة البرد في الآستانة زايلها عائدا إلى بيروت، فأخذ يعلم في مدارسها الكبرى كالمدرسة الوطنية للبستاني، ومدرسة الحكمة للمطران يوسف الدبس، والكلية الأميركانية، ومدرسة «ثلاثة الأقمار» للروم الأرثوذكس وغيرها. وأكب على التأليف فوضع كتابا في الفقه سماه «شرح رائض الفرائض» وشرح كتاب «أطواق الذهب» للزمخشري، وألف رواية تمثيلية سماها «سيف النصر» وأرصد ريعها لمشترى أدوات لجريدة «ثمرات الفنون» عند أول نشأتها، وطبع كتاب «رد الشهم السهم» جوابا على كتاب «السهم الصائب» الذي انتقد فيه الشيخ سعيد الشرتوني كتاب «غنية الطالب» لأحمد فارس الشدياق. وله قصائد وموشحات وأبيات حكمية جمعت في ديوانه «الروض الأريض» المطبوع في بيروت، غير أن هذا الديوان لا يحتوي إلا على النزر اليسير من أشعار صاحب الترجمة؛ لأن كتاباته وأكثر مؤلفاته احترقت فذهبت فريسة النار. وللشيخ ناصيف اليازجي قصيدة نفيسة مدح بها صاحب الترجمة وقرظ فيها الديوان المذكور نقتطف منها هذه الأبيات:
أسير الحق في حكم تساوى
فما يدرى الحبيب من البغيض
يقلب في المسائل كل طرف
ويلقى الناس بالطرف الغضيض
إمام الشعر يبتدع القوافي
ويأمن دونها حول القريض
يقل له الثناء ولو أخذنا
قوافيه من الروض الأريض
رسم يمثل عمدة «المدرسة الوطنية» لمنشئها بطرس البستاني في بيروت سنة 1866
Bog aan la aqoon