Taariikhdii Safad
تاريخ صفد
Noocyada
وعضضت من ندمي أنامل راحتي
ودعوت للحنان والمناني
وسألته صفح الجميل عن الخطا
وقبول توبة مذنب حيراني
من لي فأرجو غيره لشدائدي
وهو الكريم وصاحب الغفراني
فاحتل لنفسك يا بني بحيلة
تنجو بها من روعة الفتناني
واقلع عن الأحزاب إنك راحل
فانقذ لنفسك من شقا النيراني
خذها إليك وصية من ناصح
عذل الزمان يساعد ويداني
هذا كان ما قاله، ثم عزله خطيب الموصل، ثم ظهر أن ما قاله أرق وهو جائز على لغة ثلاثة قبائل من العرب، وولد لوالدي شرف الدين جماعة من البنين منهم العبد المسكين وأخوه علاء الدين، والخطيب شهاب الدين، والقاضي شرف الدين، والخطيب بدر الدين، وكانت والدتهم شريفة، سألت والدهم عند وفاته كيف يكون حالي بهؤلاء الأولاد، مع طول الزمان، وتقلب حالاته، وأنت لا تترك لهم دينارا ولا درهما؟ فقال: قد فوضت أمرهم إلى رب الأرض والسماء، فلما مات حفظت صحبته إلى الممات، ولم تنم على غير الأرض كشفا، ولم تزل تبكي حتى جاءها الموت لطفا، وحكت أنها بكت في بعض الليالي، ونامت فرأته فابتهجت وقامت، فقال: مم بكاؤك فقد طال وزاد؟
فقالت: إنما أبكي على الأولاد، فقال: ألم أقل لك يا ضعيفة اليقين أنني فوضت أمرهم إلى رب العالمين، وأبشري بما يحب قلبك ويرضاه، فكلهم خطباء وقضاة، أما العبد فقد عمل من صغره إلى كبره بإنعام يعجز طول عمره عن شكر أيسرها، وباقي إخوتي ولله الحمد كما يسر أحبتي، لهم من فضل الله أوفر نصيب، وكل منهم قاضي وخطيب، اللهم زدهم توفيقا ولا تجعل لهم إلى الشر طريقا.
وأما أخي القاضي علاء الدين كان من العلماء العاملين، والفقراء الصالحين، حسن الخطابة والتدريس، ماهرا في الفتوى والحكم، باشر نيابة الحكم بصفد فوق عشرين سنة، وولي التدريس بالجامع الظاهري،
Bogga 207