Taariikhda Qustantiniyya
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Noocyada
صور:
هي على رأس لسان داخل في البحر، وهي عن صيدا بمسافة يوم إلى الجنوب، وبينها وبين عكا مسافة يوم ونصف، وهي مدينة قديمة جدا اشتهرت في أيام الفينيقيين بالغنى والعظمة وسعة التجارة ومعرفة الأهالي بسلوك البحر ومهارتهم في الصنائع؛ انظر نبوة أشعيا (ص23 حزقيال ص27)، وكانت هذه المدينة مينا فينيقية، واسم صور كان يطلق على مدينتين في فينيقية إحداهما؛ وهي المدينة القديمة، كانت على شاطئ البحر، أي على البر جنوبي مدينة بيبلوس، والثانية في جزيرة قريبة لها؛ أي اللسان المتصل الآن بالبركان يومئذ جزيرة، ولكن ابتدأوا بالعمار على الجزيرة حسب تاريخ بوسيفوس، فالأولى - وهي القديمة - تأسست سنة 1900ق.م، وقيل بناها بعض أهالي صيدون قبل بناء هيكل سليمان بنحو مائتين وأربعين سنة، وهي مذكورة أيضا في (سفر يشوع ص19 وصموئيل الثاني ص24)، وذكر المؤرخون المحققون أن بناء مدينة صور القديمة كان سنة 2267ق.م، وفي أيام شلمناصر ملك آشور سنة 720ق.م كان الجانب الأكبر من المدينة على الجزيرة، وأخربها الملك بختنصر الأول ملك بابل ونينوى سنة 572ق.م، غب أن حاصرها ثلاث عشرة سنة، ثم خضعت للآثوريين والكلدانيين، وأما صور الجديدة؛ أي الثانية التي كانت على الجزيرة - كما ذكر - فقد أتاها إسكندر الكبير بن فيلبس سنة 332ق.م، وغب حصار طويل - قيل بعد سبعة أشهر - استفتحها، وكان قد ألقى خرب المدينة القديمة في البحر؛ فاتصلت الجزيرة بالبر وحدث طريق للعساكر يمشون عليه، ثم ما زال البحر يقذف الرمال على هذا الردم حتى استوى ذلك الرصيف أرضا، واتصلت الجزيرة بالبر اتصالا محكما، وحدث اللسان الذي عليه صور الآن، ثم بعد إسكندر استولى عليها الرومان ثم العرب ثم الإسلام، وأما الصليبيون فإنهم أخذوها سنة 1124ب.م، وذكر المؤرخون أن هذه المدينة خربت مرارا عديدة ثم نهضت من خرابها، وكانت زاهية في مدة إقامة الإفرنج بأرض فلسطين، وأخيرا خرجوا منها في أثناء سنة 1291ب.م، وخربت خرابا كاملا، وكانت كذلك في أيام أبي الفداء ملك حماه؛ فإنه قال في كتاب «تقويم البلدان»: «هي الآن خراب خالية ...» انتهى. وقد تمت فيها نبوة أشعيا (ص23 وحزقيال ص26 وص27)، ثم إن الفرنساويين أخذوها سنة 1799ب.م، ولم تزل فيها آثار قديمة من أعمدة وأقنية عظيمة تحت الأرض وأبنية مردومة متهدمة، وهناك بعض حيطان كنيسة عظيمة لم تزل قائمة، وإلى الجنوب الشرقي منها على مسافة نحو ساعة مكان يقال له رأس العين فيه مياه غزيرة تفور من تنور قد بني حولها فانحصرت فيه، وهناك بساتين تشرب منها وأرحية تدور بها، والظاهر أن هذه كانت قديما مأخوذة إلى مدينة صور في أقنية قد بقي منها شيء إلى الآن، وفي سنة 1852ب.م قيل إن أهل هذه المدينة كانوا يبلغون ثلاثة آلاف نفس.
الصوت:
هو ما يسمع عند القرع والقطع والخلع، وهو كيفية قائمة بالهواء تحدث بسبب تموجه بالقرع أو القطع يحملها الهواء إلى الصماخ فيسمع الصوت على أنه يقطع في الهواء في الثانية الواحدة مسافة ألف ومائة وخمسين قدما، أو كما قال بعضهم إن سرعة الصوت في الهواء هي نحو ثلاثمائة وأربعين مترا في كل ثانية، ولو قدرنا أن خرج صوت من الشمس وامتد على الأرض وبلغ السماع لاقتضى له أربع عشرة سنة لكي يصل أسماعنا، وصوت الرعد يجوز اثني عشر ميلا ونيفا في دقيقة واحدة أو نحو ميل واحد في خمس ثوان.
صور:
حفر الصور على النحاس والخشب التي يضعونها في الكتب اخترعت سنة 1452ب.م، وواضعها مازوفينيقيرا من فلورنسا.
صلاح الدين الأيوبي:
المدعو الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب سلطان مصر والشام، أو سلطان سورية ومصر. أصله من الأكراد؛ أي أنه ابن أيوب الكردي، وكان صلاح الدين في خدمة نور الدين سلطان سورية، واستولى على بلاد العرب وبلاد العجم، وفتح سورية واستولى عليها وذلك من سنة 1182 إلى سنة 1184ب.م، وولد في قلعة تكريت في مدينة تيكريس من أعمال بلاد الترك سنة 1136 أو سنة 1137ب.م، وكان افتتاحه لبيروت في سنة 1186ب.م، واستخلاصه بيت المقدس من يد الصليبيين بعد حصار أسبوعين وتهزيمهم عند طبريا في الثاني من شهر تشرين الأول سنة 1187 أو 1188ب.م، وانكساره في قبرص من الملك ريتشارد الأول ملك الإنكليز الملقب بقلب الأسد وذلك في زمن حرب الصليبيين سنة 1192ب.م، ومات صلاح الدين في دمشق الشام في 4 من شهر آذار سنة 1193ب.م وله من العمر سبع وخمسون سنة، وقد تولى مصر أربعا وعشرين سنة، وفي الشام تسع عشرة سنة، وولد سبعة عشر ولدا من الذكور، فتقاسموا المملكة بعده التي انقسمت إلى ثمان أو تسع مقاطعات.
صيداء أو صيدون:
هي إلى الجنوب من بيروت مسافة يوم على شاطئ البحر، وهي صيدون القديمة، تسمت على اسم مؤسسها صيدون بكر كنعان بن حام بن نوح، وهي أقدم من صور (تكوين ص10 وص49 يشوع ص11 وص19 قضاة ص1 حزقيال ص27)، وكانت هذه المدينة معدودة في جملة مدن فينيقية أو مينا لفينيقية أو لسورية وعكا وخلافها، والآن أبنيتها متينة وأسواقها ضيقة ملتوية، وأهلها كانوا يبلغون في سنة 1858ب.م 6000 نفس، وكان لها قديما تجارة واسعة، لكنها الآن تحولت إلى بيروت، وكانت قديما دار الوزارة حتى قام أحمد باشا الجزار فاختار عكا لحصانتها، ثم قام بعده إسماعيل باشا ثم سليمان باشا ثم عبد الله باشا، ثم تحولت دار الوزارة إلى بيروت بعد إقلاع الدولة المصرية. غير أن النسبة لم تزل إلى صيدا باعتبار الوضع القديم، ولهذه المدينة بساتين كثيرة وجنائن واسعة فيها من أكثر أنواع الأثمار والفواكه، وهي تشرب من ماء النهر الذي يشرب منه أهل المدينة، وهو أفضل المياه عند مخرجه في الباروك وارداها عند وصوله إلى صيدا؛ لأنه يجري مسافة يوم تحت الشمس تخوضه المواشي والناس حتى يقارب المدينة، فيدخل في أقنية مبنية تحت الأرض يلقون فيها السرجين؛ لسد ما فيها من الصدوع التي تتخللها المياه فيصل الماء إلى المدينة سخنا خبيثا. وعلى حسب زعم هيرودتس أن صيدون وصور أساسهما كان في سنة 2700ق.م، أما فينيقية فهي معدودة من فلسطين وصيداء هي واقعة قليلا عن شمالي صور، وقد اشتهرت هذه المدينة وكانت غنية في المتاجر والمعارف، وكانت صور أول إقليم لصيدا، ولم تلبث أن فاقت عليها، وذلك في زمن القوة البحرية التي كانت فيها، ولما فتح اليهود فلسطين لقبوا هذه المدينة «برابا الكبيرة»، وفي ذلك الآن امتدت حكومتها إلى الشمال الغربي في قسم من تلك البلاد نظير فينيقية، ثم خضعت لرياسة صور، وكانت هذه المدينة في سهم سبط أشير من أسباط بني إسرائيل كما قيل في (يشوع 19 : 28)، ولكنهم لم يقدروا عليها (قضاة 1 : 31 و10 : 12)، وقد أذلها الملك شلمناصر ملك آشور سنة 720ق.م، وصارت تابعة لممالك بابل والعجم وساعدت ممالك العجم المذكورة بعمارتها البحرية، والملك شيروس ملك الفرس أذعن هذه المدينة له سنة 351ق.م، وقد حدث بها عصيان أيضا في السنة المذكورة على الملك العظيم المدعو أرتكزركش أخوس، وقد غدر بها ملكها الخصوصي فحينئذ أخربها سكانها وأهلكوا أنفسهم بالنار، ثم تجدد بناؤها وفتحت أبوابها خاضعة بدون مقاومة للإسكندر الكبير بن فيلبس المكدوني ولخلفائه نحو سنة 332ق.م، «وفي التاريخ أن في ذلك الزمان كانت هذه المدينة كالإمعة تارة تتبع سورية وأخرى تتبع مصرا»، حتى صارت كل فينيقية تابعة للملكة الرومانية، ثم للإسلام، وقد قرر المؤرخون أن هذه المدينة قد أخذت ونهبت وهدمت وذلك بين سنة 1111، وسنة 1291ب.م.
Bog aan la aqoon