Taariikhda Qustantiniyya
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Noocyada
إن السنة الكبيسة كانت عند الرومان ثلاثمائة وخمسة وستين يوما، وتكمل الأرض دورانها السنوي الآن حول الشمس في مدة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع، والست ساعات الباقية أدخلوها في عصر جوليوس قيصر، فهذا هو الخلل الكائن بين تواريخ العامة وبين التغييرات الفلكية، فجوليوس قيصر ليجري هذا الفرق على وتيرة واحدة أحضر إلى رومية «صوصيجان»، وهو فلكي مشهور في الإسكندرية، فأوضح أن السنة المعتادة أن تكون على ثلاث نوبات متوالية هي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما، والنوبة الرابعة تكون ثلاثمائة وستة وستون يوما، وأن هذا اليوم الزائد يضاف إلى شهر شباط؛ أي أنه يكون في كل أربع سنوات تسعة وعشرين يوما عوضا عن ثمانية وعشرين يوما؛ فلذلك تدعى السنة الرابعة كبيسة، فكل سنة تقسم على أربعة تماما بدون باق تكون كبيسة، وأيامها ثلاثمائة وستة وستون يوما، فيكون شباط فيها تسعة وعشرين يوما.
الكبوشية :
الكبوشية فرقة من رهبان مار فرنسيس اللاتينيين، سموا به من الكابو - أي القلنسوة - التي يلبسونها، وبدء تأسيس جمعية الكبوشية من «ماتوباسكي» سنة 1525ب.م.
الكتابة والأحرف:
لا يعلم يقينا من اخترع أولا أحرف الهجاء، فالبعض نسبوه إلى ممنون المصري نحو سنة 2000ق.م، وظن البعض أنه كان قبل ذلك، ويستدل من عدة أمور على أن الكتابة استعملت أدواتها من قصب وأقلام وحبر، وقد عم استعمالها في مصر وذلك منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة قبل ميلاد الخليفة عمر، ويقال إن الفينيقيين جعلوا عندهم أحرف الهجاء بأن انتخبوا بعضا من الأحرف الهجائية القديمة التي كانت عند كهنة المصريين ومقاطع وأصواتا، وأنهم أصحبوا معهم صناعة الكتابة قبل عمر بزمن طويل، وذلك في تطوافهم حول بحر الروم، ويظنون أنهم هم أول من اخترعها، وأما الكتابة باليد على الأوراق والكتب فقد كان ابتداؤها على الورق من القرن السابع والثامن ق.م حتى القرن الرابع عشر ب.م، وقيل إن «كدموس» ابن أحد ملوك فينيقية ارتحل إلى المورة وبنى هناك مدينة «ثيبس» وعلم أهل المورة غرس الكرم وصناعة الكتابة بحروف هجائية كانت مستنبطة في بلاده وضع منها ستة عشر حرفا أكملها فيما بعد بلاميدس وسيمونيدس، وكان المصريون يرسمون الأشياء بصورها أو يضعون لها علامات، وقد استنبط الفينيقيون الطريق السهلى المتعارفة وجعلوا لكل صوت أصلي علامة خصوصية، وبحسب اعتماد الأصوات يركبون العلامات، وهكذا يتهجون الكلمات كما نفعل في قراءتنا، وقد تعلم منهم أهل المورة وجميع الإفرنج هذا الفن، وذكر في تواريخ الصينيين أن «فوهي» مؤسس مملكة الصين سنة 2650ق.م علم الأهالي تربية المواشي والكتابة وقسم السنة وقرر الزواج، وكان الصينيون في القديم يستعملون الكتابة اليارغليفية، فكانوا يرسمون رأس إنسان مقرونا بجثة حية للدلالة على رئيس أمتهم فوهي المشار إليه لما كان عليه من الحكمة والدراية في سياسة المملكة، وكانوا يرسمون رأس ثور مقرونا بجثة إنسان للدلالة على أول من أدخل صناعة الحراثة والزراعة إلى بلادهم، ووضع النير على أعناق الثيران، ولم تبرح ملوك الصين تتقلد هذا الملك العالي الهمة إلى يومنا هذا ... وهلم جرا، والمعول هو على ما تقدم آنفا.
كريت:
ويقال لها أقريطش أيضا، جزيرة إلى جنوب بلاد اليونان، كائنة في بحر الروم، عاصمتها «كاندا»، امتدادها من الشرق للغرب مائة وسبعون ميلا، وقيل 172 ميلا، وأثبت بعضهم مائة وستين ميلا، وعرضها خمسة وعشرون ميلا، ومساحتها أربعة آلاف وخمسمائة ميل مربع، ومحيطها نحو 500 ميل، وهي غنية بالأثمار والأخشاب وسائر الحواصل، ولا سيما الزيتون، وأواسطها مخترقة بجبال شامخة، ومن مدنها كانيا في جهة الشمال الغربي، وفي سنة 1852ب.م قيل كان عدد أهلها نحو 15000 نفس، وكاندا عاصمتها المذكورة في الشمال، وأهلها كذلك في السنة المذكورة، وقد سكنها قدما جماعة من المهاجرين، والمظنون أنهم كانوا من الفينيقيين وغيرهم، وعلى قول المؤرخين أن أول من تولاها الملك «مينوس» صاحب الشرائع المشهورة بين علوم اليونان، ثم أتى إليها قبيلة من الرؤساء الذين كانوا من تبعة حكومة جمهورية، ومكثوا مستولين عليها إلى أن افتتحها الرومان سنة 67ق.م، وحين تقسمت مملكة الرومان صارت كريت تابعة للشرق، وبقيت إلى سنة 823ب.م، التي فيها افتتحها العرب، ولم تزل بقاياهم في نواحي جبل إيدا في أواسط الجزيرة، وهم يتكلمون باللغة العربية، وبقي استيلاؤهم عليها إلى القرن العاشر ب.م، وفيه استولى عليها أهل جينوا، الذين وهبوها للماركيز بونيفاس وللدوق مونت فيرات من إيطاليا، والماركيز المومأ إليه قد باعها إلى أهالي فينيسيا مدينة من أعمال إيطاليا سنة 1204ب.م، وبقيت معهم مدة تنيف على أربعة قرون، ثم أخذها منهم الأتراك سنة 1669ب.م بعد جهاد أربع وعشرين سنة، ثم استولت عليها الدولة العلية سنة 1821، وسنة 1841ب.م، وحدث فيها عصيان سنة 1842ب.م، وأيضا سنة 1866 و1868، وقيل إن في سنة 961 استولى عليها نيسافوروس فوقا، وسنة 1830 وقيل سنة 1833ب.م كانت بيد الدولة المصرية برضا الباب العالي، وأما الآن فهي كائنة تحت ظل الدولة العلية.
كسوف الشمس وخسوف القمر:
قد عرف الفلاسفة الكسوف الذي هو من صفات الشمس بأنه استتار وجهها المواجه للأرض كلا أو بعضا؛ بسبب حيلولة أي توسط القمر بينها وبين وجه الأرض. وأما خسوف القمر، فهو استتار وجهه المواجه للأرض كلا أو بعضا؛ لسبب توسط الأرض بينه وبين الشمس، وذلك بأن خيال الأرض الذي يقع حينئذ عليه يظلمه كله أو قسما منه، ولكن لا يخفيه بالتمام على مذهب المتأخرين أو حيلولة بعض الأجرام الفلكية بينهما على مذهب القدماء، وكانت هذه المناظر من زمن طويل تجعل رغبة في قلوب الأمم الذين كانوا يحسبونها علامة غضب سماوي، فكان الرومان يضرمون نارا عظيمة لإعادة نور النجم ذي الخسوف، وكان سكان مكسيكو يخافون من ذلك ويصومون، وكان قوم من سكان بلاد في شمالي أوروبا تدعى «لابون» يطلقون البنادق تجاه السماء لكي يخوفوا الجن أو الأرواح الشريرة، وكان الصينيون يخرون على الأرض ضاربين جباههم عليها، وكان أهل بلاد صيام من الهند الصينية في آسيا يدقون ويعزفون بضوضاء وهيلولة كصوت الرعد ... إلخ. وفي كل ذلك دلائل على أن الكلدانيين جعلوا بعض ملاحظات على الكسوف والخسوف في القرن الثامن قبل الميلاد.
كلوفيس الأول:
Bog aan la aqoon