Taariikhda Qustantiniyya

Sulaymaan Ibn Khaliil d. 1318 AH
104

Taariikhda Qustantiniyya

التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية

Noocyada

بناء قلعة قب إيلياس سنة 1032 هجرية الموافقة سنة 1623ب .م.

القدس:

هي مدينة قديمة جدا، وكانت تسمى قديما مدينة السلام أو ساليم، وعلى ما يظن أن أول ملوكها كان ملكي صاداق الكاهن الملوكي الذي أخذ العشور من إبراهيم، وأما تاريخ بنائها فلم يزل مجهولا، وهذه المدينة هي قصبة اليهودية كانت مبنية على أربعة جبال، وهي صهيون وموريا وأكرا وبزيثا، وفي سنة 1004 أو سنة 1012ق.م كان فيها بناء هيكل سليمان الذي في أيامه اتسعت وتزينت كثيرا، وفي سنة 971ق.م ضايقها شيشق ملك مصر، وسلب منها الذخائر المستودعة في الهيكل، وفي سنة 826ق.م افتتحها بواش ملك إسرائيل، ودك جانبا كبيرا من سورها، ونهب ما وجده في الهيكل من المال، وفي سنة 687ق.م استولى عليها أسرحدون بن الملك سنحاريب ثم أرجعها، وفي سنة 587 أو 588ق.م افتتحها الملك بختنصر البابلي، وهدم الهيكل الأول منها والسور والبيوت وهيكل الله، وسبا كثيرين من أهلها إلى بابل، وبقيت المدينة خرابا وأهلها أسارى سبعين سنة، وفي سنة 515، وسنة 525ق.م بنى عزرا ونحميا هيكلها ثانية، وفي سنة 445ق.م جدد نحميا أسوارها، وفي سنة 169ق.م أرسل الملك أنتيخوس أبيفانوس أحد وزرائه لغزو المدينة ودك سورها.

وفي سنة 142ق.م ظهر قوم من المكابيين، وكانوا ذوي شجاعة فأغروا اليهود بالعصيان على أنتيخوس أبيفانوس وامتلكوا المدينة إلا قلعة منيعة منها وطردوا عساكره من القلعة، وفي سنة 63ق.م جاء بومبيوس القائد الروماني وافتتحها بالسيف، وقتل من اليهود اثني عشر ألفا في ساحة الهيكل ودخلتها عساكر رومية، وبعد ذلك بنحو عشر سنين جاء كرسوس القائد الروماني أيضا فنهب الهيكل، وفي سنة 71ب.م فتحها تيطس بن فسباسيانوس، وقال بعضهم سنة 70ب.م، وفي سنة 124ب.م تجدد بناؤها وسميت إيليا، وفي سنة 326ب.م بنيت كنيسة القيامة فيها، وفي سنة 613ب.م حاربها العجم، وفي سنة 637ب.م استولى عليها العرب تحت راية الخليفة عمر، وفي سنة 948ب.م بنى السلطان سليمان لهذه المدينة سور وهي الآن محاطة به له أربعة أبواب على الجهات الأربع وبجانب الباب الغربي القلعة وهي قديمة جدا حولها خليج.

وفي سنة 1076ب.م تملكها الإسلام مع جميع آسيا الصغرى، وفي خمسة عشر من شهر تموز سنة 1099ب.م استولى عليها الصليبيون، وفي سنة 1100ب.م رممت هذه المدينة وصار القائد الأول عند الصليبية المدعو «كودفراي دي بويلون» ملكا عليها، وفي سنة 1187ب.م استخلصها الملك صلاح الدين الأيوبي من أيدي الصليبيين، وفي سنة 1199ب.م استرجعها الصليبيون واستولوا عليها، وفيها جامع يسمى جامع عمر طوله ألف وخمسمائة قدم، وهو عرضه ألف قدم، وهو مركز على أساس هيكل سليمان والصخرة قائمة في وسطه، ويدعى حرم الصخرة، وهو على شكل مثمن مزخرف بالرصائف والنقوش الكثيرة، بناه عمر بن الخطاب بعد ما استفتح هذه المدينة، وأما برك سليمان في هذه المدينة فموقعها على جنوبي غربي بيت لحم وهي ثلاث برك تبعد عن بيت لحم ثلاثة أميال، ومساحتها ثلاثمائة قدم مربع، وعمقها أربعين قدم، وبالتفصيل نقول إن عمق البركة العليا خمس وعشرون قدما، وعمق الثانية أربعون قدما، وعمق الثالثة خمسون قدما، ويأتي الماء إليها كلها من الينابيع المجاورة لها ومن ماء المطر، وبيت لحم المذكورة الواقعة جنوبي القدس تبعد عن المدينة ستة أميال، قال السياح إن من القدس إلى حبرون، ويقال لها الخليل، وهي لجنوبي القدس مسيرة يوم، وأما عن طريق بيت لحم وقبر راحيل وبرك سليمان فهو مسافة نهارين، وكل نهار سبع ساعات، ومن القدس إلى البحر الميت والأردن وأريحا مسافة ثلاثة أيام، ومن البحر الميت إلى الأردن فقط مسافة ساعة على الخيل، وإن من يافا إلى القدس اثنتي عشر ساعة أو ستة وثلاثين ميلا - باعتبار الساعة ثلاثة أميال - وبطريقك تصادف الرملة التي هي إلى الجنوب الشرقي من يافا على مسافة ثلاث ساعات، وقرية اللد وهي إلى الشمال الشرقي من الرملة على نحو ساعة، ومن القدس أيضا إلى نابلس «أي المدينة الجديدة وهي مدينة شكيم القديمة» اثني عشر ساعة، وأما إلى بيروت عن طريق نابلس والسامرة وجنين والناصرة وجبل طبريا وكفر ناحوم وصفد وبانياس وقيسارية فيلبس والشام وبعلبك فهو ثلاثة عشر يوما. ثم قد اختلف في عدد سكان القدس، فقيل إن في سنة 1849ب.م كان خمسة وعشرين ألف نفس، وقال غيرهم إن في سنة 1858ب.م كان عددهم ثمانية عشر ألف نفس، وقال آخرون في سنة 1862ب.م كان عددهم أربعة عشر ألفا.

القمر:

هو جرم أو دائرة كروية سماوية، تدور حول الأرض، أصغر منها بتسع وأربعين مرة، وقطره ألفان ومائة وستون ميلا، أو هو سيارة ثانوية أو تابع للأرض، ونوره مستعار من نور الشمس يتكسر على الأرض طاردا لظلام الليل، وهو ثاني الشمس في حجمه بحسب الظاهر، وبعده عن الأرض ثلاثمائة وأربعون مليون متر، أو كما قال بعضهم مئتان وثمانية وثلاثون ألف وخمسمائة وخمسة وأربعون ميلا، عبارة عن خمسمائة وستة وتسعين مليونا وثلاثمائة واثنين وستين ألفا وخمسمائة ذراع، وقال بعضهم إن بعده عنا 238650 ميلا. أما معلمو الفلك فقد نظروا في القمر أودية صغارا وبراكين، غير أنه ليس له هواء، أي كرة جوية؛ لأنهم لم ينظروا فيه غيما وأشعة الشمس الساطعة الآتية إليه فلا تحدث فيه أدنى انعكاس؛ أي أن نوره لا ينتقل بدونها، وهذا مما يؤذن بكونه غير مأهول البتة من ذوي طبيعتنا، ويتم القمر دورته حول الأرض في تسعة وعشرين يوما واثنتي عشرة ساعة وأربع وأربعين دقيقة وثلاث ثوان، وقد قرر مشاهير الفلكيين أنه يدور حول الأرض في مدة سبعة وعشرين يوما وسبع ساعات وأربع وأربعين دقيقة مرة، وفي كامل مدة دورانه نراه يظهر لنا دائما على الأرض بوجه واحد، ولهذا السبب يقولون إنه على شكل البيضة، وإن القسم الأكبر المكشوف منه متجه نحو الأرض، وإن نصف دائرته المخالف لا يرى من عالمنا هذا أبدا، وإن المد والجزر في البحر هما مسببان عن جاذبية القمر المتحدة مع جاذبية الشمس؛ لأن تأثير القمر المخالف على المياه في أقسام مختلفة على الأرض بعكس موازنة تلك المياه، وهذا التأثير الحاصل عن القمر هو أكثر منه عن الشمس بثلاث مرار.

قسطنطين:

هو قسطنطين الأول الملقب بالكبير، كان توليه سنة 306ب.م، جعل النصرانية أن تمتد في المملكة الرومانية وصير بيزنتيوم أي إسلامبول كرسي المملكة سنة 323ب.م، وقال بعضهم إن نقله كرسي السلطنة الرومانية إلى القسطنطينية كان في سنة 330ب.م، وتوفي سنة 337ب.م بعد أن قسم المملكة بين أولاده الثلاثة قسطنطين وقسطنطيوس وقسطنس.

القسطنطينية: «تخت ملك السلاطين بني عثمان»، نسبة إلى الملك قسطنطين الذي بناها، وكانت قديما تسمى بالرومية بوزنطيا، والآن تعرف بإسلامبول والأستانة العلية، وقوع حريقة كبيرة فيها سنة 1539ب.م. محاربتها من مسيلمة بن عبد الملك سنة 637ب.م. مهاجمة الخليفة معاوية لها سنة 661ب.م. تخليصها من مهاجمة المسلمين سنة 667ب.م. افتتاحها من الإسلام سنة 1453ب.م. استيلاء الصليبيين عليها سنة 1202ب.م. حدوث زلزلة عظيمة فيها سنة 740ب.م، وقيل إن أهلها كانوا يبلغون في سنة 1848ب.م ستمائة ألف نفس، وفي سنة 1862ب.م تسعمائة وستين ألفا، وقد استوفينا الشرح بالتفصيل عن هذه المدينة في الجزء الأول من هذا الكتاب.

Bog aan la aqoon