Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
وقد حاول الأخيران أن يقيما جمهورية للبوكانيين، كان من المفترض أن تكون دولة من نوع خاص للقراصنة، وتكون عاصمتها أولد بروفيدنس، لكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح، ومن ثم اتخذ أسطول هنري مورجان، وقد كان بلا شك أعظم أساطيل قراصنة الكاريبي، اتخذ من جامايكا - الإنجليزية آنذاك - ومن تورتوجا الفرنسية قاعدتين له.
لقد أدى استيلاء الإنجليز على جاميكا في عام 1655م إلى دعم مكانتهم السياسية والاقتصادية في منطقة الكاريبي، وأصبحت بورت رويال عاصمة الجزيرة، والتي كانت تسمى «بابل القراصنة» السوق الرئيسية لتصريف الغنائم التي يتم الاستيلاء عليها من الإسبان، وكان السكان المحليون والتجار يشترون البضائع من القراصنة وهم في رضا بالغ لرخص ثمنها.
إلى جانب هاتين الجزيرتين تغلغل القراصنة في جزر الأنتيل الصغرى والكبرى، ففي النصف الثاني من القرن السابع عشر استطاعوا النزول إلى القارة الأمريكية، بل وبلغت بهم الجرأة إلى حد أنهم هاجموا مدنا كبيرة، مثل بويرتوبيلو (عام 1668م)، وبنما (عام 1672م). وفي عام 1683م قامت سفن القراصنة بالالتفاف حول رأس هورن، ليظهروا بعد ذلك في مياه الجزء الجنوبي للمحيط الهادي. وفي عام 1695م وصل أسطول القراصنة إلى برزخ بنما من ناحية المحيط الهادي، بعد أن أعمل النهب في المستعمرات الإسبانية الواقعة على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية وخاصة بيرو.
لقد كانت الفترة التي تلت عام 1660م وحتى عام 1690م فترة للسيطرة الفرنسية على منطقة الكاريبي، بعد أن فقدت إنجلترا جزءا لا يستهان به من قوتها بعد انقضاء عهد كرومويل. أضف إلى ذلك أن الوضع في حوض الكاريبي كان قد بدأ في الاستقرار، وانتهت عملية التقسيم السياسي لجزر الأنتيل التي بدأت في حوالي النصف الثاني من القرن السابع عشر. بحلول عام 1640م كان الإسبان ما يزالون يحتفظون بجزء من إسبانيولا وكوبا وبويرتوريكو وجاميكا، أي جزر الانتيل الكبرى، بينما كان الفرنسيون يضعون أيديهم على جزر المارتينيك، وجواديلوب
Guadeloupe ، وماري جالانت، والهولنديون يحتلون سانت أستاتيوس، وثلاث جزر صغيرة بالقرب من سواحل فنزويلا هي: كوارساو، وأوروبا، وبونايري، والإنجليز: باربادوس، وجزءا من جزيرة سانت كيتس، فضلا عن جزر نيفيس، وأنتيجوا، ومونتسيرات.
على أن هذا التقسيم لم يكن ثابتا، وإنما كان عرضة دائما للتغيير. لقد كان الفلوبستيون ينتمون إلى أجناس شتى مما دفعهم دائما إلى السعي وراء الحصول على نقاط ارتكاز لهم تارة لدى تلك الدول وتارة لدى دول أخرى، حتى إنهم في بعض الأحيان كانوا ينجحون في إقامة دويلات عابرة لهم على هذه، أو تلك من الجزر التي يتخذون منها قواعد ينطلقون منها في حملاتهم للسرقة والنهب.
وسرعان ما انضمت للدول الاستعمارية الأربع السابقة الذكر؛ إنجلترا وفرنسا وهولندا وإسبانيا، ودولة أخرى هي الدنمارك، التي قامت في عام 1671م باحتلال جزيرة سانت توماس.
أخيرا يسود الهدوء النسبي هذه المنطقة المضطربة بفضل معاهدة مدريد التي تم توقيعها في عام 1670م، والتي تنازلت إسبانيا بمقتضاها عن حقوقها في جزيرة جاميكا، وليستقر الأمر للفرنسيين بشكل نهائي في عام 1697م في الجزء الغربي من جزيرة سانتو دومنجو.
وبعد أن استقرت الأوضاع في حوض البحر الكاريبي قامت الدول الاستعمارية بعمل مشترك، اجتثت فيه شأفة القرصنة من هذه المنطقة، بعد أن دخل جزء من البوكانيين والفلوبستيين ضمن التحالفات الجديدة في منطقة الكاريبي، بينما هاجر الآخر إلى مناطق أخرى من الكرة الأرضية لمواصلة أعمال القرصنة. «جماعة الشاطئ» من تورتوجا
تعود الأحداث التي ستذكرها فيما يلي إلى عام 1665م.
Bog aan la aqoon