Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
كان وصول المهاجرين الفرنسيين والإنجليز القادمين من جزر نيفيس وسانت كبتس إلى جزيرة تورتوجا في عام 1629م، بداية لظهور الفلوبستيين المتعددي الجنسية، وسرعان ما توافد البحارة من مختلف البلاد على الجزيرة: إنجليز، فرنسيون، دنماركيون، هولنديون، برتغاليون، ألمان، بل ومن الإسبان أيضا. على الرغم من أن مسألة الأصول العرقية لم تكن ذات أهمية كبيرة في تورتوجا، فإن التفوق العددي كان للإنجليز الذين أصبحت لهم - على نحو رمزي - مقاليد السلطة في حوالي عام 1631م. وفي العامين 1634، 1635م سيطر الإسبان على الجزيرة، ولكن الأمر لم يستمر طويلا، فسرعان ما اضطره بعد عدة شهور لإعادة السلطة إلى الإنجليز مرة أخرى.
أخذ الإنجليز ينظرون إلى الجزيرة باعتبارها مستعمرتهم الخاصة، وكان أن أدت هذه السياسة إلى وقوع انقسامات بين الفلوبستيين المحليين، وخاصة بين الأغلبية الإنجليزية القوية والفرنسيين الأقل عددا وعدة، وفي حوالي عام 1639م تم طرد الفرنسيين من الجزيرة نتيجة لهذه المصادمات.
إلا أن القراصنة الفرنسيين لم يستسلموا للهزيمة، فبعد معركة لم تدم وقتا انسحبوا إلى سانتا دومنجو، حيث بقوا هناك بانتظار فرصة مواتية للعودة إلى تورتوجا، وكانت من المنعة بحيث يصعب الاستيلاء عليها، وفي الوقت نفسه لم يكن الدفاع عنها يتطلب جهدا كبيرا، وهي الميزات التي كانت ترفع من شأنها في أعين القراصنة.
وها قد سنحت لهم الفرصة عندما علموا أن السيد فيليب دي لونجوي دي بوانسي، محافظ القطاع الفرنسي من جزيرة سانت كيتس، قد جهز المدعو ليفاسير لمحاربة الإنجليز بهدف استرجاع تورتوجا منهم، كان تحت تصرف ليفاسير تسعة وأربعون رجلا. وعندما وصل إلى سانتو دومنجو دخل في مباحثات مع الإنجليز باءت بالفشل، فما كان منه إلا أن انضم الفلوبستيون الفرنسيون الموجودون في سانتوا دومنجو. وفي الواحد والثلاثين من أغسطس عام 1640م، نزل ليفاسير إلى تورتوجا وبصحبته مائة رجل تحدى بهم حامية الجزيرة المكونة من ثلاثمائة قرصان، وعلى الرغم من التفوق العددي للإنجليز بالجزيرة نجح الفرنسيون بعد أن استولوا على الحامية بهجومهم المفاجئ في إلحاق الهزيمة بهم وطردهم من الجزيرة، ظل ليفاسير حاكما لجزيرة تورتوجا ما يزيد على عشر سنوات بذل خلالها جل جهده لتحويلها إلى مستعمرة فرنسية مزدهرة.
وقد أوغرت طريقته القاسية في الحكم صدور القراصنة الذين اعتادوا على الحياة المستقلة، وفي عام 1652م لقي ليفاسير مصرعه على يدي اثنين من خلصائه، كما تنبأ هو بنفسه بذلك.
وعلى مدى السنوات الخمس التي تلت ذلك (1652-1657م) سادت الفوضى الشديدة أنحاء تورتوجا، وتوالى على حكمها عدد من المحافظين الفرنسيين، ومرة أخرى تعود الجزيرة منذ نهاية عام 1654م لتصبح الغلبة فيها للإسبانيين الذين خربوا الجزيرة، وأبادوا جزءا كبيرا من سكانها، الأمر الذي اضطر ما بقي بها من السكان إلى اللجوء إلى سانتو دومنجوا، بعد عام واحد فقط يعود الإنجليز ليحكموا الجزيرة. على أن الفرنسيين عادوا بدورهم ليستردوها، ثم يرسخوا هناك سلطة الملك لويس الخامس عشر.
خلال الأعوام من 1661 إلى 1663م حاول الإنجليز أن يستولوا على المستعمرة الفرنسية ، لكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح، وفي الفترة من 1665 إلى 1685م تنتقل هذه المستعمرة لتصبح تحت رقابة الجهاز الاقتصادي والإداري السياسي لمستعمرة هايتي الفرنسية.
وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر تعود مرة أخرى فترة السيطرة الإنجليزية على الجزيرة (1640-1660م). كانت هذه فترة الفلوبستيين من مختلف الأجناس، وقد أدى التوسع الفرنسي في بحر الكاريبي إلى ظهور المجتمعات القومية للبوكانيين الذين توجه بعضهم للبحث عن نقاط ارتكاز لدى السلطات في الجزر التي يحتلها الفرنسيون، بينما توجه البعض الآخر ليبحثوا لأنفسهم عن أماكن للعيش في الجزر التي يسكنها الإنجليز.
إلى جانب سفن اللصوص والقراصنة الصغيرة التي تميزت بالسرعة وسهولة المناورة، أخذت في الظهور يوما بعد الآخر سفن حربية ضخمة ثقيلة مسلحة تسليحا جيدا.
لقد بدأ الفلوبستيون في إنشاء أساطيل كاملة من هذه السفن، ما لبثت أن أبحرت رافعة الراية السوداء في وسطها رسم للجمجمة، وهي الراية المعروفة باسم راية «روجر المرح»، وما هي إلا برهة حتى اشتهرت أسماء مثل: شيفالييه مونبار، جامب دي بوا أو ذو الساق الخشبية، فرانسوا لولونيه (وربما دي لونيه)، لويس سكوت، جون ديفس، لاوربانت دي جراف، فان هورن، مانسفيلد، ومورجان.
Bog aan la aqoon