Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
في نيكاراجوا، وقد تمكن الإسبان من طرد جزء من البوكانيين من إسبانيولا إلى جزيرة تورتوجا،
6
الصغيرة القائمة شمال شرق إسبانيولا.
في هذه الفترة أصبح «البوكانيون» يسمون أيضا ب «الفلوبستيين»،
7
كان الفرنسيون يفضلون استخدام هذا الاسم، بينما راح الإنجليز يسمونهم ب «البوكانيين»، على الرغم مما بين التسميتين من اختلاف، فالكلمتان كانتا تعنيان في أغلب الأحوال القراصنة أو الصيادين، ولم يكن الأمر محض صدفة، فحتى القرن السابع عشر لم يكن من المتعارف عليه احتراف القرصنة وحدها أو الصيد وحده؛ فقد كان الفلوبستيون يشتغلون يوما بعد الآخر بالأعمال المدنية، مثل: الزراعة، وتربية الماشية، والتجارة، ودبغ الجلود. وأما البوكانيون فقد فضلوا العمل في دبغ الجلود وبيعها. من الضروري هنا أن نعيد النظر بشكل حاسم في الأساطير التي نسجت حول الفلوبستيين، فهناك من يذكرهم كما لو كانوا فرسانا طيبين مفعمين بالمشاعر الوطنية والدينية العميقة، بينما يرى آخرون أنهم كانوا لصوصا متوحشين. الواقع أن الحقيقة تقع بين هذه الروايات وتلك، فالفلوبستيون كانوا يتميزون حقا بالشجاعة والإقدام، إلا أنهم كانوا يخرجون إلى البحر على سفنهم الخفيفة ذات القدرة الكبيرة على المناورة لنهب الصيادين في الأغلب، لا لمهاجمة السفن الإسبانية.
سمي الفلوبستيون أيضا ب «جماعة الشاطئ»، منذ أن أنشئوا على البر وفي البحر مجتمعا منظما على نحو غير عادي، مجتمعا يقوم على مبادئ الملكية المشتركة، وكانت عقوبة أي محاولة للاستئثار بجزء من الغنيمة هي الطرد من عشيرة القراصنة، وأحيانا تكون أشد قسوة. كانت دخول القراصنة متمايزة بشكل صارم، ويتم توزيعها تبعا للوظيفة التي يقوم القرصان بأدائها؛ فعلى سبيل المثال: كان قبطان السفينة يتقاضى أربعمائة بيسو؛ مساعد الطبيب: مائتين؛ نجار السفينة يتقاضى مائة وخمسا وسبعين؛ البحار: مائة؛ وصبي البحار: خمسين. أما المال العام فكان يستخدم في شراء السلاح والغذاء ومستلزمات السفينة وما إلى ذلك. كان لمجتمع القرصنة نظامه الاجتماعي الخاص الذي يكفل بواسطته دفع التعويض المناسب للذين يصابون في المعارك من أفراده، فالقرصان الذي يفقد ذراعه اليمنى يتقاضى ستمائة بيسو، أو ستة أسرى كمعادل لهذا المبلغ. أما القرصان الذي يفقد ذراعه اليسرى فيتقاضى خمسمائة بيسو، أو يعطى خمسة أسرى. وعلى هذا النحو يتم تعويض من فقد ساقيه، أما من تفقأ له عين أو يقطع له إصبع؛ فيدفع له مائة بيسو، أو يعطى أسيرا واحدا.
كان على جميع القراصنة أن يؤدوا يمين الولاء، وأن يلتزموا بالنظام المقرر الذي كان من النادر أن يقوم أحد منهم بمخالفته. كانت المساواة التامة واحدة من القواعد الملزمة، فجميع أعضاء طاقم السفينة من الصبي إلى القبطان يتناولون طعاما واحدا، وكان بمقدور كل شخص أن يتناول من الطعام والشراب كما يشاء إلا السكر؛ فعنده كان يواجه بأقسى عقوبة. أما عند اتخاذ القرارات المهمة، مثل تحديد هدف الحملة واتجاهها وما إلى ذلك من قرارات، فقد كان على القبطان أن يطرح مقترحاته ليصدق عليها من المجلس الذي يدخل طاقم السفينة بأكمله ضمن أعضائه. فإذا كان الطاقم يخضع دون اعتراض للقبطان؛ فإن هذا الأخير في المقابل كان يحاسب على ما يقوم به من أفعال أمام مجتمع القراصنة. لم يكن الانضمام للجماعة أمرا تكتنفه أية صعوبة، فمن كانت لديه الرغبة في الانضمام إلى القراصنة؛ فما عليه سوى أن يلقي بمرساته عند جزيرة تورتوجا، ويؤدي لقبطان السفينة يمين الولاء فيقبل من فوره.
بعد أن وطد قراصنة الكاريبي وضعهم، حولوا تورتوجا إلى حصن جبار، ومن ثم أخذوا يتطلعون لجعلها تقوم بدور متروبول حقيقي للقراصنة في منطقة بحر الكاريبي. لم يكن لهذه الجزيرة الصخرية المنيعة سوى خليج واحد يصلح لأن يكون ميناء. كنت هناك صخرة عظيمة تخفي مدخله، بنى القراصنة فوقها قلعة دفاعية، أسموها «برج الحمام» («إل بالومار» بالإسبانية).
يوما بعد الآخر تحولت تورتوجا إلى مستعمرة غنية، استحقت أن تعرف باسم لؤلؤة جزر الأنتيل.
Bog aan la aqoon