Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
تحمل المرحلة الأولى اسم المرحلة الفرنسية (1530-1559م). يذكر أن فرانسوا ديكليرك، الذي سبق له أن بث الرعب في قلوب الإسبان في إسبانيولا
2
وبويرتوريكو؛ حيث نهب القرى الساحلية لهما، قام في عام 1554م بالهجوم على قرية سانتياجو دي كوبا، واحتلها ونهبها، ثم قام في العام التالي مباشرة بتجهيز حملة مكونة من عشر سفن، نجح بفضلها في احتلال هافانا دون عناء يذكر. وقد ظل اللصوص ثمانية عشر يوما يعيثون في هذه المدينة فسادا، ثم غادروها دون أن يتركوا لسكانها شروى نقير،
3
ناهيك عن أنهم أضرموا فيها النيران، وهم يغادرونها. في عام 1556م يعود الفرنسيون مرة أخرى، ليهاجموا جاميكا التي لم تنته سيطرتهم عليها إلا في عام 1559م، وذلك عندما عقدت فرنسا اتفاق سلام مع إسبانيا في «شاتو كامبريزي»، وهو الاتفاق الذي وضع حدا - إلى حين - لحملات النهب، التي كانت تخرج لمهاجمة الممتلكات الإسبانية في أمريكا تحت علم فرنسا، غير أن نشاط القراصنة واللصوص الفرنسيين لم يقف عند هذا الحد؛ إذ أخذ هؤلاء في مواصلته بعد أن استبدلوا بعلم فرنسا أعلاما أخرى.
كانت هذه هي الظروف التي بدأت في ظلها المرحلة الثانية من ملحمة البحر الكاريبي، والتي عرفت باسم المرحلة الإنجليزية (1560-1620م)؛ فعلى الرغم من أن اللصوص الإنجليز الأوائل كانوا قد ظهروا على صفحة الكاريبي في عام 1519م، أي بعد اكتشاف أمريكا على يد كولمبس بأقل من ربع قرن؛ فإنهم لم يوسعوا من نشاطهم إلا في النصف الثاني من القرن السادس عشر. امتلك كل من اللصوص والقراصنة سفنا كانت تعمل باسم الدول التي تمنحهم شهادات لممارسة القرصنة. كانت الشهادات تشير إلى اسم العدو واسم الحليف، كما تحدد شروط تقسيم الغنائم، أما القرصان فكان يحصل في الغالب على تسعين بالمائة منها، بينما تحصل الدول الراعية على العشرة بالمائة الباقية تعبيرا عن خضوع القراصنة، وكتعويض مقابل الحماية الشرعية التي تتمتع بها سفنهم.
وقد شرعت إنجلترا - التي لم يكن لديها حتى ذلك الحين أسطولا حربيا قويا - في إنشاء قوة مسلحة بحرية معتمدة في ذلك على هؤلاء القراصنة بالتحديد. كان هؤلاء الرجال الشجعان، الذين ظلوا يحاربون أعداء ألبيون ببسالة، يلقون تقديرا رفيعا من ملك إنجلترا وشعبه، وقد نال كثير منهم ألقابا رفيعة لما أدوه من خدمات.
يصعب حصر القراصنة الإنجليز الذين تركوا أثرا داميا في التاريخ العاصف لجزر الأنتيل، يكفي أن نذكر فقط في هذا الصدد بعضا من بين أكثرهم شهرة وشراسة، حتى ندرك حجم الدور الذي لعبوه في التاريخ. من أبرز الأسماء: جون هوكنز، فرنسيس درايك، توماس باسكرويل، والتر رايلي.
يعتبر جون هوكنز تاجرا أكثر منه قرصانا، سعى في الستينيات من القرن السادس عشر للعمل بالتجارة في سوق حوض البحر الكاريبي المليء بالاضطرابات. أما فرنسيس درايك الذي شارك هوكنز العمل بالقرصنة بعض الوقت؛ فبلغ ذروة نشاطه في الفترة ما بين عامي 1570 و1596م، ولم يستطع توماس باسكرويل الذي خلفه في نشاطه من الوصول إلى مرتبة أستاذه.
اشتهر درايك، الذي قام في الأعوام من 1577 إلى 1580م برحلة بحرية حول العالم، بهجومه الناجح على سانتو دومنجو؛ ففي التاسع من يناير عام 1586م، ظهر درايك على رأس ثلاث وعشرين سفينة بالقرب من عاصمة إسبانيولا. وفي اليوم التالي أنزل درايك بضع مئات من رجاله إلى الشاطئ، نجحوا في التسلل إلى سانتو دومنجو. وعلى الرغم من أن المدينة كانت محاطة بأسوار منيعة ولديها بعض الأسلحة، فإن حاميتها بأسرها لم تكن تزيد على ثلاثين رجلا، بالإضافة إلى ذلك فإن بوابة المدينة تركت مفتوحة، الأمر الذي جعل الإنجليز يدخلون المدينة دونما مقاومة. تمكن المحافظ الإسباني من الفرار، بينما طالب درايك السكان بدفع جزية بلغت مائتي الف دوكاتو، إلا أن المواطنين لم يكن بمقدورهم أن يجمعوا مثل هذا المبلغ الباهظ، وانتهى الأمر بأن سلموا زعيم القراصنة خمسة وعشرين ألف دوكاتو، عندئذ أمر درايك بتدمير المدينة.
Bog aan la aqoon