Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
ليس من قبيل المصادفة إذن أن نال القراصنة إعجاب العديد من أفضل أبناء القرنين السابع عشر والثامن عشر.
كتب فولتير، أكبر فلاسفة القرن الثامن عشر، مقالا للموسوعة الفرنسية في مادة «القراصنة» جاء فيها: «لم يكد الجيل السابق يقص علينا العجائب التي تمت على أيدي هؤلاء القراصنة، حتى أخذنا في الحديث عنهم دون انقطاع، لقد مسوا لدينا وترا حساسا ... ولو أنهم استطاعوا أن تكون لديهم سياسة تقف على قدم المساواة وجسارتهم الجبارة، إذن لأقاموا إمبراطورية عظمى في أمريكا ... لا الرومان، لأن غيرهم من الشعوب التي قامت بأعمال النهب، استطاعوا أن يحققوا مثل هذه الفتوحات المدهشة.»
1
يحدثنا ماخوفسكي بالتفصيل عن أفكار ميسون وكارتشيولي، وعن جمهورية ليبرتاريا التي أسسوها معا، ويورد نص الخطاب الرائع بالنسبة لتلك العصور، والذي توجه فيه لرجاله عندما استولوا على سفينة تحمل عبيدا عنه عند الشواطئ الأفريقية بقوله: «هاكم مثالا عن القوانين والأعراف المخزية التي نحاربها، إن هؤلاء اللصوص الذين يتعيشون على تجارة الرقيق لا يملكون روحا ولا قلبا، إنهم يستحقون العذاب المقيم في نار جهنم! إننا ننادي بالعدالة للبشر دون استثناء؛ ولهذا فإنني أعلن وفقا لأفكارنا أن هؤلاء الأفارقة أحرار، وأدعوكم جميعا يا إخوتي أن تعلموهم لغتنا وديننا وعاداتنا وفنوننا البحرية، حتى يستطيعوا أن يكسبوا قوتهم من عمل شريف، ويدافعوا عن حقوقهم الإنسانية.»
انتشرت الأخبار عن ليبرتاريا بفضل مذكرات ميسون الذي شارك في إقامتها والتي أفصحت، بلغة معاصرة، عن رئيسها؛ فقد تم نشر مخطوطة ميسون بعد ربع قرن من وفاته، وتم طبعها في واحد من أوائل الكتب التي تناولت تاريخ القرصنة تحت اسم «التاريخ العام للنهب والقتل الذي قام به أشهر القراصنة، وكذلك طباعهم ونظامهم وقيادتهم، منذ بداية القرصنة وظهورهم في جزيرة العناية الإلهية وحتى الآن». ظهر هذا الكتاب بهذا العنوان في لندن في العشرينيات من القرن الثامن عشر، ووقع عليه مؤلفه تشارلز جونسون، تحوي المخطوطات الصغيرة التي تركها ميسون الكثير من الأمور الغامضة، وحتى اسم مؤلفها ليس سوى اسم من وحي الخيال؛ فقد أخفى صاحب المخطوطة اسمه الحقيقي. على أن مضمون اليوميات ذو أهمية كبيرة إلى حد أن الاهتمام بها لم ينقطع حتى في عصرنا الحالي. لقد اهتم أهالي مدغشقر بدولة الحرية التي قامت يوما ما على أرضهم، ففي مايو 1970م نشرت «لو كرييه دي مدغشقر» أكبر صحف مدغشقر مواد تحت عنوان «ليبرتاريا ... عندما تأسست في دييجو سواريز جمهورية اشتراكية وشيوعية»،
2
كما كتب أندريه شيك العالم المجري الكبير، والشخصية الاجتماعية المعروفة، والحاصل على جائزة لينين العالمية، كتب كثيرا عن ليبرتاريا في كتابه «تاريخ أفريقيا السوداء»، كما لاقت دولة الحرية هذه أكبر اهتمام في كتب العالم الفرنسي الشهير أوبير دوشان «قراصنة مدغشقر» و«القراصنة واللصوص»، كتب دوشان يقول: «لقد نجح القرصان المنبوذ من العالم أن يقيم لبعض الوقت على هذا الشاطئ المفقود لتلك البلدة المتوحشة جمهورية أممية، هذه العشيرة التي تجمع بين مختلف الأجناس والشعوب، هذا الخليط من مختلف القوميات، هذه الإرهاصة
3
لمجتمع المستقبل ...» إن المناقشات التي دارت في ليبرتاريا يعتبرها دوشان جديرة ب «عمالقة عام 1793م».
4
Bog aan la aqoon